الصحف الورقية إلى أين ..؟!
تاريخ النشر: 16/02/20 | 9:09لا جدال في أن الصحف الورقية اليوم ليس في بلادنا فحسب، وإنما في العالم الواسع كله، تعاني من ازمة حقيقية، وأمام تحديات قد تعجل بزوالها وتنازلها عن عرشها الإعلامي بكل وظائفه، وانسحابها من المشهد، بعد أن ظلت زمنًا طويلًا منذ ظهورها تتربع على العرش، ولعبت دورًا مهمًا وطليعيًا في حياة الدول والشعوب والمجتمعات الإنسانية.
من هذه التحديات هو خفوت وهج هذه الورقيات، وتناقص صفحاتها، وتراجع اعداد توزيعها، وقلة الاعلانات فيها، ونقص العاملين فيها، واختفاء الزوايا الثقافية فيها، وعدم قدرة بعضها على مواجهة تكاليف الطباعة والأوراق، وغياب الكثير من كتابها.
هذا باختصار، هوحال وواقع الصحافة الورقية في عصر الميديا، ومما لا شك فيه أن للأنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي والثورة الرقمية وانتشار وسائل الاعلام الجديدة، من الأسباب الرئيسة التي أدت إلى تراجع وتضاؤل الاقبال على المطبوعات والصحف الورقية، واجتذاب الناس إلى المواقع الالكترونية بما فيها مواقع الثقافة والأدب، ومواقع الأخبار نظرًا لسرعتها في نقل وتقديم الخبر والمعلومة بطريقة جاذبة.
إن الصحافة الورقية آخذة بالاندثار والغياب والاحتجاب، ولعل أدل على ذلك اغلاق صحيفة السفير اللبنانية قبل سنوات، لمؤسسها الكاتب والصحافي المعروف طلال سليمان، بعد سنوات طويلة من الانتشار والمصداقية وحمل هموم الناس وطموحاتهم على تنوع شرائحهم واهتماماتهم، وقدمت باستمرار مادة متميزة بصورة مهنية راقية عصرية.
وأخيرًا، فإنني اتوقع أن كثيرًا من الصحف الورقية ستتحول إلى صحف الكترونية، أو تختفي من المشهد الاعلامي نهائيًا في السنوات القريبة الماضية، وحينها سوف نعيش تحت وطأة الشوق والحنين لذلك الزمن الذي كنا نستنشق ونشم فيه أحبار الجرائد الورقية كعطر فواح ينعشنا ويلازم حياتنا وأوقاتنا.
بقلم : شاكر فريد حسن