طِفلٌ في عُيُونِ البُندُقيَّة
تاريخ النشر: 16/02/20 | 9:25في بلادي
كُلَّما الجُنديُّ شَمَّ الزَّهرَ عربَد
أطلَقَ الإنسان منهُ
صار وحشاً يشتهي اللحم ليسعَدْ
باتَ قطفُ الزَّهرِ مرغوباً خفيَّا في بلادي
واستحال اللون من مرآهُ مُحتَدَّاً وأسوَد
ولهُ طيبٌ يُهيجُ الدمَّ في عمق الوريد
وسعَالِ الديكِ من رَيَّاهُ يغزو بالجُنود
مُزهِرٌ زهرُ بلادي مُستطير
أحمرٌ لونُ الخُدود
في بلادِي ينبُتُ الزَّهرُ
غنيَّا ًبالحَيَاةِ
في الأزِقَّةِ يَقرأُ السِّرَّ على وجْهِ القَمرِ
يَتغذَّى مِن فتاتِ الصّخرِ
صَبراً ومرارة
ويُعِدُّ تحت ظلِّ الليل وجبات الحجارة
لا يخافُ الجَمرَ في العينِ
ولا الرَّعدَ المُدوِّي
من عيونِ البُندقيَّة
سَامقٌ كالنَّخلِ للقطفِ عَصِيٌّا
ولهُ لونٌ بلونِ الأرضِ أسْمَرْ
لا صهيلُ الخيلِ يَخشَى
لا ولا حشدَ الأُسُود .
بانقِضَاضٍ صَوَّبَ الجُندِيُّ
نحو الطفل عين البُندقيَّة
عَربَد الحقدُ بعينيه
وعين الطفل جالت سحنةَ الوحشِ الرَّزيّة
بابتسامٍ ساخرٍ
دوَّى بصوتٍ باذخٍ :
لا يَخاف الموتَ طِفلٌ قد أمَتُّوهُ مراراً
إن أنا مُتُّ سينمو
من نزيف الدَّمِّ حقلٌ من ورود
أحمد صالح طه