تعددية ثقافيّة وتكافل اجتماعي بأهليّة أم الفحم
تاريخ النشر: 21/02/20 | 9:04تألقت المدرسة الأهليّة الثانوية أم الفحم يوم الأربعاء الماضي في برنامج “التعلّم من خلال مشروع” لشريحة طلاب العاشر تحت إطار الثّقافة العامة، حيث قامت مركزة المشروع المربية وفاء مبروك وبالتّنسيق مع مدير المدرسة المربي أحمد تيسير كبها، ببناء خطة تمّ تمريرها مدة شهر كامل على طلاب العاشر بهدف بناء مشروع لطلاب الطبقة بعنوان “التعدّدية الثقافية في المدرسة الأهليّة تُثرينا …. وتعزّو القيّم فينا” وقد جاءت الفكرة من خاصيّة تمتاز بها المدرسة الأهليّة وهي وجود تمثيل طلابي من 36 بلد، حيث شارك الطلاب بالتخطيط من مرحلة التفكير مرورا بغربلة الأفكار واختيار مضامين ملائمة يتم تمريرها من قبل الطلاب أنفسهم على أنفسهم، خلال يوم تعليمي كامل من نوع آخر يعتمد على التعلّم الذاتي والتعلّم من الآخر على شكل محطات صفيّة.أبدع الطلاب في ترجمة الأفكار الى مضامين حيّة معتمدين على مهاراتهم وقدراتهم المختلفة كفن الالقاء، التّمثيل، عرض الأفلام، المقابلات، مجسّمات، صور ورسومات، كذلك بناء فعاليات هادفة بالإضافة الى ترتيب الصّفوف وتزيينها بما يتلاءم مع مضامين وروح المحطات الصفيّة معتمدين في سيرورة التعلّم نظام المرور على المحطات المختلفة.
كما وشارك فقرات اليوم عدد من الضيوف قدموا ورشات للطلاب في التعدديّة الثقافية وتصوّرهم لها من خلال دورهم في المجتمع وتجربتهم وهم النائب د. يوسف جبارين، مدير الجاليريا أم الفحم السيّد سعيد أبو شقرة، مدير سنماتيك أم الفحم السيّد عمر أبو صيّام، د. خالد عزايزة، السيّد توفيق جبارين، كاتبة أدب الأطفال ـ السيّدة نبيهة راشد جبارين، ومرشدة التربيّة الاجتماعيّة والتّداخل وموجهي مجالس الطلاب في مدارس لواء حيفا السيّدة ناهد كناعنه، والتي قامت بدورها بمشاركة جمهور الحضور بمحاضرتها وتفعيله أثناء العرض بفعالية ربطت من خلالها بين ضرورة إيجاد قواسم مشتركة بين الأفراد من أجل التعايش السلمي فيما بينهم، كما وألقى مدير المدرسة المربي أحمد كبها كلمته وقد أشار فيها الى ضرورة مثل هذه النشاطات والفعاليات التي تُثري الطلاب وتجعلهم ينظرون الى الاختلاف القائم فيما بينهم على أنّه أمر إيجابي بل ضرورة ملحة، أما د. يوسف جبارين فقد تحدث نيابة عن الضيوف وأثنى بدوره على البرنامج كونه يعكس مبنى اجتماعي متكامل وواقع لا بدّ من التّعامل معه للنهوض بالمجتمع معتمدين الوعي والمعرفة بخاصيّات مجتمعنا وتطوير قدراتنا من أجل التعامل مع الاختلاف القائم فيما بيننا أولا بحيث يتيح لنا التّعايش مع أنفسنا ومع الطرف الآخر بشكل صحيّ ومفيد. وقد تمّ اختتام الفقرات بفقرة للاعب محمد إياد محاميد الذي تحدث عن التّعددية الثقافيّة من خلال مهنته كلاعب كرة قدم وكيف ساهمت في تطوير شخصيته وتمسكه بدينه وعاداته، وفي الوقت ذاته جعلته يكتسب مهارات جديدة ما كانت لتكن لو يُمنح فرصة الانكشاف على الآخر، وقد تعالت الأصوات في القاعة عند حضور المغامر الشاب محمد سعيد أبو شقرة الذي حضر ليكون ضيف شرف بعد عودته من روسيا من أجل التحدث أمام الطلاب عن تجاربه المختلفة ومدى تأثره بالثقافات المتنوعة التي احتكّ بها أثناء سفره، وكيف ساهم السفر والانكشاف على الآخر المختلف في اثراء تجاربه وصقل شخصيته. حيث أثارت فقرات هذا اليوم اعجاب الشرائح المختلفة المشاركة فيه من طلاب، لطاقم التّدريس وحتى الضيوف الكرام آملين من الله عزّ وجل أن يلهمنا دائما لما فيه الخير لطلابنا ومجتمعنا.