الشيخوخة ومخاطر السقوط وكيف نتجنبها؟!
تاريخ النشر: 20/04/14 | 10:10بقلم: الأستاذ حسني بيادسه
في كتاب نصائح جيّدة للشباب كيف يستعدون للشيخوخة دون الانفصال عن الواقع لمؤلفه دكتور دافيد كوهين- مشفى الكرمل- قسم أمراض الشيخوخة، قرأت فصلاً يتحدث عن مخاطر السقوط والانزلاق لدى كبار السن وكيف نتعتبها ونتجنبها، في هذا الفصل تطرّق المؤلف غالى موضوع الشيخوخة، أعراضها وأمراضها وكرّس بحثاً خاصاً عالج فيه ظاهرة السقوط والانزلاق لدى كبار السّن بالذات وهي ظاهرة يعاني منها غالبية هذا القطاع ويقدّم المؤلف في نفس الوقت التوصيات والخطوات الوقائية التي من شأنها أن تحول دون الوقوع أو الانزلاق ا وان تخفّف من وقع هذه الصدمات إذا ما وقعت. وهناك إحصائيات تتحدث عن السقوط تقول أن 3.5 – 6% يؤدي سقوطهم إلى كسورٍ في العظام ونسبة النساء أعلى من الرجال ولكن الإحصائيات تقول أن خطورة سقوط الرجل اكبر منها لدى المرأة ولا زال السبب مجهولاً ولكن من المحتمل أن المرأة تتقن السقوط أفضل من الرجل… وسقوط النساء يكون في غالبيته في البيت أما الرجال فخارج البيت. ويقسّم الكاتب الساقطين أو الواقعين إلى مجموعتين: الأولى أسباب خارجية مثل حوادث الطرق، سلّم مكسور، سائل زيتي أو صابوني على الأرض أو ما شابه ذلك أما الأسباب الداخلية فهي: إما اختلال في التوازن، ضعف في العضلات، غثيان، بلبلة. وتأثير السقوط على المسنين وما ينجم عنه من كسورٍ ورضوض تكون له أبعاد مدمرّة أحياناً كعدم المقدرة على النهوض، عدم السيطرة على الحركات، تشويش، التهاب رئات، الخوف الدائم من السقوط ثانيةً مما يحّد من حركته ويلزمه سريره وفراشه وهذا مما يعجّل في نهايته… وفي رأيه أن هنالك أسباب مباشرة للوقوع منها: تدّني اللياقة البدنية، التدهور في الصحة وعدم التقيّد بوسائل الوقاية والحذر ولا بد من الإشارة إلى بعض الأدوية التي قد تكون سبباً لذلك، كالأدوية المهدئة والتي تُستعمل ضد الكآبة والإحباط، مشاكل البول، ضغط الدم العالي، المنومّة ولوحظ أن تعاطي أكثر من أربعة أنواع دواء كفيلة أن تتسبب في السقوط، وهناك مجموعة أخرى معرّضة للسقوط كمرضى الرعاش פרקינסון، الإصابة الدماغية، ضعيفو العضلات…
وللإجابة على سؤال: كيف نتلاشى السقوط أو نمنعه قدر الإمكان؟
يجيب المؤلف: أن يتصرف المرء كمريض وأن يعترف بمرضه أمام أسرته والمقربين منه لطبيب العائلة وللطاقم الصحي.
الحذر الزائد داخل المنزل كالتعثّر بأطراف البُسط والسجاجيد (ويفضّل إزالتها) الحذر الحذر من الإضاءة الضعيفة والغير كافية. الحذر من الدرج الداخلي. الحذر من العوائق داخل البيت كالكراسي على اختلاف أنواعها وأحجامها. ومن باب الحذر يجب إعادة النظر في الأدوية التي يتعاطاها المسّن بالاستعانة بطبيب العائلة ومن خلال الفحوصات الموسمية.
ومن المهم جداً إجراء فحوصات طبية والتركيز على العينين (النظر) التوازن وممارسة تمارين رياضية تتلاءم وسن المسّن وأشياء أخرى يعرفها جيداً طبيب العائلة. وهناك حاجة ملحّة لوضع قابضات من المعدن أو أي مادة متعارف عليها يمسك بها المسن في تحركه داخل غرفته أو حمّامه أو مرحاضه.
صحيح أن هذه الاحتياطات من شأنها أن تقلّل من خطر السقوط ولكنها لا تمنعه نهائياً.
صدقتَ أبا إياد – وقد قال الأجداد:
“درهم وقاية خيرٌ من قنطارِ علاج!”.