” ثقافة ” النفاق ..!!
تاريخ النشر: 01/03/20 | 10:23بقلم : شاكر فريد حسن
أصبح النفاق للأسف الشديد ” ثقافة ” وأسلوب حياة يومي، وها نحن نرى طوابير كثيرة من المنافقين بمختلف ألوانهم وصورهم.
لقد طغى النفاق على حياتنا المعاصرة، ويتجلى ذلك في الوجوه البلاستيكية الكالحة التي تتبدل كالريح، وفي التملق والمجاملات في الحياة وفي مواقع التواصل الاجتماعي، وفي تغير مواقف السياسيين بين ساعة وأخرى، وتبدل الخطاب السياسي واليومي من أجل تحقيق المصالح والمآرب والاهداف والمكاسب الشخصية، وكل ذلك على حساب القيم والأخلاق والمبادئ والأعراف التي لم يعد لها أهمية وقيمة.
ولعل أخطر صور النفاق هو النفاق الثقافي والسياسي بكل أشكاله وأساليبه والوانه المختلفة. وكما جاء في الحديث النبوي الشريف ” آية المنافق ثلاث، إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان “، وما أكثر الذين يتمتعون بهذه الصفات والسمات ويعيشون بيننا.
إن علاج ظاهرة النفاق يبدأ في البيت، فالأهل يجب أن يكونوا القدوة والمثال والنموذج أمام أبنائهم، والتحدث إليهم بكل صدق وشفافية ووضوح دون مواربة، ومنحهم حرية التعبير عن آرائهم وأفكارهم ومواقفهم، وبث القيم الأخلاقية في نفوسهم، ثم يأتي دور المدرسة في تدريسهم وتعليمهم على الصدق والابتعاد عن الكذب والنفاق. فالتربية الأخلاقية والتنشئة السليمة السوية وتكريسها في عقول النشء الجديد هي الأهم حتى يغدو الصدق منهجًا وسلوكًا اعتياديًا، وتحصينهم من الانزلاق في مستنقعات الرياء والكذب والنفاق.