ارهاب جيش الاحتلال الإسرائيلي المنظم
تاريخ النشر: 01/03/20 | 10:29بقلم : سري القدوة
إن ممارسات جيش الاحتلال القمعية تجسدت عبر مرحلة طويلة من ممارسة الارهاب والقمع والتنكيل وأن هذه الجرائم تكشف حقيقة الاحتلال وتكشف مدى تورط وكذب وزيف ادعاءات نتنياهو وغيره بشأن اخلاقيات جيش الاحتلال الذي هو امتداد طبيعي لعصابات الهاجاناه والارغون والبالماخ والوكالة اليهودية للهجرة وتلك الجرائم البشعة التي ارتكبتها عصابات الاحتلال بأوجه متعددة لاستهداف الشعب الفلسطيني وممارسة القمع بحقه من خلال العديد من عمليات التهجير القسري وقد تمت بشكل مبرمج ومخطط بهدف تطهير فلسطين من سكانها العرب، حيث واكبت عملية التهجير القسري حملات مكثفة من العنف والإرهاب والمجازر والتي شكلت إحدى الأسباب الرئيسية لهجرة عرب فلسطين من قراهم ومدنهم، وإن جيش الاحتلال لا يزال يمارس المذابح ضمن عقيدته الاجرامية وإن كان بشكل أقل عن فترة الأربعينيات من القرن الماضي حيث يهدف من وراء ممارسة هذا النوع من الارهاب إلى تدمير البنى التحتية للفصائل الفلسطينية، وتبقي مذبحتي صبرا وشاتيلا ومخيم جنين شاهد حي على ارهابية دولة الاحتلال واستمرار ممارساتها القمعية بحق الشعب الفلسطينيى بالإضافة إلى التلويح باستخدام القوة العسكرية المفرطة لتطبيق صفقة القرن الامريكية وإخافة وإرهاب المواطنين للنيل من صمودهم وإرادتهم وتصديهم للاحتلال العنصري .
وفي خطوة تعبر عن بشاعة الموقف الاسرائيلي وإرهاب المؤسسة العسكرية التابعة لجيش الاحتلال وعنصرية هذا الجيش الذي يمارس اسس العمل الارهابي والعنصري ويخضع لتربية اجرامية وعقائد تعبر عن نمط الارهاب والعنصرية والكراهية والتميز رحب وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي نفتالي بينيت، بتنكيل قواته بجثمان الشهيد محمد علي الناعم (27 عاما)، الذي استشهد بقصف مدفعي وإطلاق نار كثيف شرق بلدة عبسان الجديدة جنوب قطاع غزة وخلال مشهد مصور نشر عبر وسائل الاعلام اقدمت قوات الاحتلال على منع المسعفين من انتشال جثمان الشهيد الناعم لتقوم بعدها بسحبه بواسطة جرافة عسكرية إلى مسافة قريبة من السياج الفاصل، وبكل وقاحة وعنصرية نشر بينيت حول هذا المشهد، على حسابه في «تويتر» إنه «هكذا ينبغي وهكذا سنفعل وسنعمل بقوة ضد المخربين» مضيفا : «سئمنا الانتقادات المنافقة لليسار (الإسرائيلي) ضد «انعدام الإنسانية» باستخدام جرافة من أجل إحضار جثة المخرب إلينا». على حد تعبيره .
إن هذا الاجرام الوقح والاحتلال القمعي يمارس ابشع الوسائل الممكنة والمحرمة دوليا وان هذا العمل الارهابي المنظم يعبر عن عقلية فاشية عنصرية وانحطاط اخلاقي حيث جسدت الصورة القمعية التي عبرت عنها جرافة الاحتلال وهي تمارس التنكيل بجثمان الشهيد في منظر تقشعر له الأبدان وإنه يعيد الى ذاكرتنا ما حصل مع المتضامنة الأميركية راشيل كوري حين اقدمت جرافة اسرائيلية على جرفها وإعدامها عن سبق وإصرار وتعمد عام 2003 .
إن هذا التصعيد والعدوان على حقوق ووجود الشعب الفلسطيني بتشجيع ورعاية من الإدارة الأميركية وبتوافق مع صفقة القرن وإقدام حكومة الاحتلال على ارتكاب هذه الجريمة يشكل استفزازًا لمشاعر كل الشعب الفلسطيني الذي يسعى الاحتلال لتوسيع دائرته الدموية وان تلك الجرائم تتم في ظل قدوم الوسطاء وعطاياهم لتثبيت التهدئة كما انه يمثل استخفافا بالوسطاء واستغلال لمساعيهم لارتكاب الجرائم بحق شعبنا، وان هذا المخطط الاستيطاني الاستعماري الغير القانوني لا يمكن ان يستمر او ينال من عزيمة الشعب الفلسطيني وصموده وسيؤدي إلى تفجير المنطقة برمتها ويكرس نظام الفصل العنصري ويدمر مبدأ حل الدولتين وعدم التوصل الى سلام عادل وشامل بالمنطقة.