الذكرى الأولى لأحداث الجزائر 22 فيفري 2019 – معمر حبار
تاريخ النشر: 01/03/20 | 10:30خصّصت ملفا يضم كمّا من مقالاتي التي كتبتها ومناشيري التي كتبتها عبر صفحتي والمتعلّقة بأحداث الجزائر التي شهدتها الجزائر بتاريخ 22 فيفري 2019 فكانت هذه الدروس التي وقف عليها المتتبّع لحدّ الآن، ومنها:
1. قبل أيام قليلة من مسيرات 22 فيفري 2019 كان بعض الجزائريين يبرّرون للعهدة الخامسة باسم الدين والشرعية التّاريخية والنسب الشريف والسلم والوئام وبما يجري في الدول العربية من أحداث مؤلمة دامية. وجاءت أحداث الجزائر وعبر المسيرات فأخرجت الجزائري من غياهب الكهف فخرج ليطالب في بادىء الأمر بإلغاء العهدة الخامسة وكان له ما أراد ثمّ توالت المطالب تباعا.
2. كان للجزائر رئيسا لايمشي ولا يتحرك ولا يتكلّم وبعد 22 فيفري أمسى لها رئيس يأكل الطعام ويمشي في الأسواق. أعرف أنّ الأمر ليس ذا بال لكن مهم بالنسبة للجزائري الذي حكمه رئيس طيلة عشرية وهومقعد في كرسي ورغم ذلك كان يريد أن يختم حياته السياسية بالخامسة.
3. من ثمار مسيرات 22 فيفري سجن تماسيح الجزائر التي نهبت الخيرات واستولت على الحكم وكمّمت الأفواه وباعت الجزائر بأبخس الأثمان. وما كان لأحد أن يقترب منهم لولا قوّة الأحداث والإصرار على إلقاء القبض عليهم ومحاكمتهم.
4. شاركت في مسيرات عدّة وكتبت عنها عبر مقالالتي ومناشيري عبر صفحتي وهي منشورة غير معدّلة ولا محذوفة وتوقفت بعدها عن حضور المسيرات لما سمعته ورأيته رأي العين من بعض الأفراد وهم يشتمون الجيش الوطني الشعبي وقائدنا أحمد ڤايد صالح رحمة الله عليه.
5. قلت منذ الأيام الأولى لأحداث الجزائر 22 فيفري 2019 أنّ الجزائر لن يكون مصيرها ليبيا ولا اليمن ولا سورية ولا مصر لأنّ الجميع في الجزائر من شعب وساسة وجيش وطني شعبي متّفقون على عدم إحراق الجزائر. قلت هذا الكلام حين تعجبّ أصدقائي العرب من تفاؤلي “المفرط؟ !” في نظرهم حول عدم حرق الجزائر وهم الذين ظلّوا يؤكّدون لي أنّ مصير الجزائر لن يخرج عن مصير غيرها من الدول العربية التي تمّ إحراقها، ومن حسن الحظ أنّ الأيام كانت مع الجزائر ولصالح الجزائر.
6. واجهت بقوّة مايطلق عليه بالمرحلة الانتقالية وكتبت مقالات ومناشير عبر صفحتي أرد فيها على شخصيات وطنية “من الوزن الكبير” طالبت حينها بما تسميه المرحلة الانتقالية. ويفتخر صاحب الأسطر بكون الأيام صدّقته وكانت إلى جنبه والعاصفة التي شهدتها الجزائر كانت فعلا عنيفة قوية لكنها لم تغرقها ولم تقسم ظهرها.
7. من أعظم مزايا أحداث 22 فيفري أنّها أنجبت انتخابات رئاسية وأصبح للجزائر رئيس منتخب يحضر الملتقيات الدولية ويستقبل الوفود الدولية وترجوه الدول الكبرى أن يزورها وتطلب منه الدول أن يتوسط لحلّ المشكل اللّيبي ويبرم لقاءات شهرية مع الصحافة الجزائرية. ومهما قيل ويقال فإنّ مكانة الجزائر الدولية عادت وعلى الطريقة الجزائرية بعدما تمّ تغييبها عن السّاحة الدولية وكانت الاتفاقيات الدولية المصيرية كالملف اللّيبي تبرم دون الجزائر وهي التي كانت تعقد في جوار بيتها وملاصقة لها.
8. ظلّ الجزائري وطيلة المسيرات محافظا على أملاك المجتمع الجزائري دون أن يمسّها بسوء ولم يطلب الاستعانة بالأجنبي لحرق وطنه مايدل على عظمة الشعب الجزائري الوفي لأخلاقه ومبادئه السّامية.
9. ظلّ الجيش الوطني الشعبي وطيلة المسيرات يحقن دماء أبنائه وإخوانه الجزائريين باحترافية عالية ويحمي ممتلكاتهم بصدق وأمانة ولم ولن يستعين بأجنبي ضدّ وطنه الجزائر وأبنائه وإخوانه الجزائريين ولم يطلق رصاصة واحدة طيلة المسيرات. وهنيئا للشعب الجزائري بجيشه الوطني الشعبي وهنيئا للجيش الوطني الشعبي بالشعب الجزائري.
10. من مزايا أحداث الجزائر أنّ الجزائر تعرّفت عن قرب أنّ لها قائد عظيم اسمه أحمد ڤايد صالح رحمة الله عليه الذي عاهد الله أن لايطلق رصاصة واحدة على أبنائه الجزائريين ولن تراق قطرة دم واحدة فكان عند وعده ولقي ربّه ويده نظيفة نقية وصان الجزائر وأدى الأمانة بصدق وإخلاص وشجاعة وخرج من أوسع الأبواب وكرّمه الشعب الجزائري بجنازة شعبية وهو القائد العسكري ولم تعرف البشرية قبله أنّ قائدا عسكريا منحت له جنازة شعبية.
11. المزايا الكبيرة لأحداث الجزائر 22 فيفري 2019 التي تمّ ذكرها لايعني أبدا أنّ أحداث الجزائر حلّت كلّ المشاكل التي خرج لأجلها الجزائري بل مازالت بعض المشاكل عالقة تنتظر حلاّ حاسما وقويا فعشريتين من الفساد المقنّن والمحمي بقوّة القانون لايمكن بحال القضاء عليه في ظرف وجيز وكما قال زميلنا Hacene Zehar عبر صفحته أنّه بعد عام من أحداث الجزائر: ” لا برنامج ؟ لا رؤيا؟ لا بدائل؟”.
12. تعدّت الجزائر المرحلة الخطيرة دون دماء ولا تدخل أجنبي ولا تفرقة بين الجزائريين. والمطلوب من الجزائريين جميعا سدّ بعض الثغرات المؤلمة وإصلاح بعض العوج وتقويم مايمكن تقويمه والابتعاد عن مهالك العشريتين بقوّة وصلابة وبأقلّ الخسائر الممكنة.
—
الشلف – الجزائر
معمر حبار