مساواة ولكن ليس بهذا الشكل
تاريخ النشر: 01/03/20 | 8:44بقلم: الإعلامي محمد السيد
يومٌ واحد قبل الإنتخابات الإسرائيلية وفي بثٍ مُعاد ، تفتح قناة “مساواة” شاشتها لنائب رئيس الموساد السابق رام بن باراك العضو البارز في حزب رئيس أركان جيش الإحتلال السابق بيني غانتس ، وتمنحه مساحةً واسعة في بثٍ مباشر من هرتصليا بالقرب من تل أبيب لينشر برنامجه السياسي الذي يرتكز أساساً على تنفيذ صفقة القرن وضم الأغوار وتوجيهِ ضربةٍ موجعةٍ لغزة.
وعلى الصعيد المحلي بالنسبةِ للعرب في اسرائيل ، فهو يرفض رفضاً مطلقاً أي شراكة مع العرب ويرفض دعم القائمة المشتركة له والتوصية عليه عند الرئيس الإسرائيلي ، كما أنه يرفض إدراج ممثلٍ عن العرب في حزبه ، لكنه يريد أصواتهم مستعيناً برجل الموساد ظاناً أنه بذلك يخيف العرب ، أو أنه ما زال يعيش عقلية النهج العسكري “نفذ ثم اعترض”.
ظهور رجل الموساد رام بن باراك على شاشةٍ فلسطينية تتبع لهيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية وللإعلام الرسمي الفلسطيني ويُعطى المساحة الواسعة ليروج بأريحية لحزبه ، حزب الجنرالات بيني غانتس، بوقي يعلون ، وغابي اشكنازي “كاحول لافان” يثير الكثير من التساؤلات حول التوجه الفلسطيني الرسمي الذي وفق هذه اللقاءات الترويجية لحزب الجنرالات يبين ان هناك تلميحٌ للعرب في اسرائيل الذين يصوتون لأحزابٍ صهيونية أن يدعموا هذا الحزب سعياً للإطاحةِ بنتنياهو والمجيء بغانتس ظناً منهم أنه سيكونُ أقرب الى دفع عجلةِ السلام وإحياءِ اوسلو من جديد.
برنامج قناة “مساواة” لم يقتصر على استضافة رجل الموساد وتهيئة المجالِ له لبثِ افكاره والسماح له أن يتوجه للعرب في اسرائيل عبر هذه الشاشة “الفلسطينية” ليصوتوا له ، إنما استضافوا محللين ليفسروا للمشاهد العربي أقوال رجل الموساد وأهميتها ، ليبدو للمشاهد ان هناك توجه لدعم غانتس.
بالأمس القريب هاجمت في مقالٍ لي أسلوب محطةِ هلا الفضائية ، وهي القناةُ العربية الوحيدة التي تبث من مدينة الطيبة في الداخل ، للأسلوب في الحوار الضعيف مع بنيامين نتنياهو الذي بدا كدعايةٍ انتخابية ، ومن بعده مع غانتس وكافة رؤساء الأحزاب الصهيونية ، مع التركيز اكثر على قادة القائمة المشتركة ، لكنني وقفت مع الذات قليلاً بعدما شاهدت اللقاء الترويجي في قناة “مساواة” الفلسطينية لحزب كاحول لافان متسائلاً عن الأسباب وراء إقامةِ محطات من هذا النوع لأصل الى استنتاج أن منها من تحمل رسائل تطبيعية وترويجية ، ومنها من تُعتبر مؤسسة ربحية بالدرجةِ الأولى.
لا أريد المقارنة هنا بين الإعلام العربي إن جاز لنا تسميتهُ إعلاما ، وبين الإعلام العبري الذي وأقولها بألمٍ شديد أنه أكثر من مهني ، فعندما أشاهد كيف تواجه الصحفية رينا متصليح من القناة “١٢” بنيامين نتنياهو في لقاءٍ عشية الإنتخابات لتحولهُ الى من يستجديها لتخفف تحقيقها معه ، وكذلك الحال مع بيني غانتس ، أشعر باغتصابنا لصاحبةِ الجلالة.
الكاتب/ رئيس حزب كرامة ومساواة