انتخاب الاستيطان وصفقة القرن في الانتخابات الإسرائيلية
تاريخ النشر: 04/03/20 | 9:31بقلم : سري القدوة
ان دولة الاحتلال اختارت طريق العنصرية والاستيطان وصفقة القرن واختارت طريق الدم والقتل والعنف والإرهاب الذي يمارسه جيش الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني الذي يطالب بحقه في تقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينية وان دولة الاحتلال تنتخب العنصرية ولم تختار السلام وبذلك يكون قد صدرت شهادة وفاة لعملية السلام وإنهاء اتفاقيات السلام كلها كونها اصبحت مهددة بفعل سياسة وتطرف وجنون نتانياهو الذي يتاجر بالأرض والحقوق الفلسطينية، وللأسف بات من الواضح ان الإسرائيليين غير مؤهلين للسلام والانتخابات لدى الاحتلال الاسرائيلي تعيد انتاج نتنياهو الذي يعمل ضد العرب وضد مسيرة السلام بالمنطقة حيث لم تشهد أي تقدم يذكر في عهده .
ان تقدم حزب الليكود الذي يقوده نتنياهو بالانتخابات يعني انه تم فوز الاستيطان والضم والابارتيد والعنصرية وتم انتخاب صفقة القرن والقمع في الانتخابات الاسرائيلية التشريعية وان نتنياهو قرر ان يستمر الاحتلال والصراع وان نتائج الانتخابات الاسرائيلية تثبت ان المجتمع الاسرائيلي اختار (العنصرية والاحتلال) بدل المفاوضات مع الفلسطينيين بعد تقدم حزب الليكود والكتلة اليمينية على حساب أزرق- أبيض وكتلة الوسط واليسار في انتخابات الكنيست الـ 23 وفقا للنتائج الاولية .
ان المؤشرات السياسية تعكس واقع جديد وان المرحلة المقبلة ستشهد عدم وجود شريك حقيقي للسلام والشعب الفلسطيني سوف يدفع ثمن الاحتلال وعدم العيش بحرية وتقرير المصير وبالتأكيد سيكون لنتائج الانتخابات انعكاسات واضحة على مجمل العمل السياسي والسؤال الاهم ما هي توجهات القيادة الفلسطينية في المرحلة المقبلة وهل لنا ان نبقي اسيرين لموقف نتينياهو الذي جربناه طيلة السنوات الماضية ولم يمنحنا اي شيء من حقوقنا ؟
ان هناك ملفات مهمة بات من الضروري فتحها بعد هذا التحول في الموقف الاسرائيلي وان تكون الرسالة الفلسطينية والعربية وموقف القيادة الفلسطينية هو العمل على حماية الوحدة الوطنية الفلسطينية والمصير المشترك وعدم الانجرار وراء الوهم والابتزاز السياسي ومشاريع صفقة القرن المغلفة بالغلاف الانساني ولا مجال هنا للجعجعة والشعارات الرنانة والمقاومة الزائفة التي تفرض هدنة على الشعب الفلسطيني وحروب كانت نتائجها مهينة وصعبة على ضمن معادلة الصراع والتاريخ الوطني الفلسطيني.
ان نتائج الانتخابات لدى الاحتلال تفرض علينا تحديا جديدا وصعبا ومواجهة هذا التطرف والقمع العنصري الذي يرفض قيام الدولة الفلسطينية وتبارت الأحزاب الإسرائيلية في مزايدات التوسع الاستيطاني وعدم منح الفلسطينيين أي شيء إنما اظهرت درجة الانحطاط العنصري الذي جعل من النظام الإسرائيلي نظاما ارهابيا يدعم ويمارس الارهاب وهو الأسوأ على الاطلاق .
ومن اجل مواجهة هذا التطرف لا بد من العمل على الصعيد الوطني وتجسيد الوحدة الفلسطينية لمواجهة غطرسة الاحتلال ولا بد من المباشرة في خطوات جدية لتشكيل حكومة وحدة وطنية تضم كل الأطراف بلا استثناء وانعقاد لقاء فوري لقادة العمل الفلسطيني ضمن الإطار القيادي لمنظمة التحرير الفلسطينية واعتباره هيئة دائمة لصياغة القرار الفلسطيني الموحد في كافة المجالات الداخلية والخارجية.
اننا نقف امام استحقاق وطني كبير الا وهو الانتخابات الفلسطينية الرئاسية والتشريعية حيث بات التحضير لها مطلبا وطنيا والتحضير في الأمد القريب لإجراء انتخابات شاملة لمؤسسات السلطة الوطنية ودولة فلسطين الرئاسية والتشريعية ومنظمة التحرير وأننا نقف أمام معركة سياسة كبيرة وقاسية وعلينا لملمة الشمل الفلسطيني من اجل مواجهة هذا التطرف والعربدة الاسرائيلية التي انتجت الاحتلال الاصعب في تاريخ البشرية.