سيناريوهات ما بعد الإنتخابات الإسرائيلية
تاريخ النشر: 04/03/20 | 9:39بعد ظهور النتائج شبه النهائية لإنتخابات الكنيست الإسرائيلي ، والتي لم تُمكن أحد المعسكرين اليمينيين إذا جاز التعبير من تشكيل حكومةٍ جديدة ، والتي إختلفت عن سابقتها بتقدم حزب الليكود الحاكم بشكلٍ واضح على أزرق أبيض .
تبدأ الآن محاولات تشكيل حكومةٍ برئاسة نتنياهو الذي ظل محافظاً على تكتل اليمين خلفه كجسمٍ واحد ، ما يجعل إمكانيةَ تشكيل حكومة برئاسة غانتس مستحيلة اذا ما أخذنا بالحسبان موقفه القاطع بعدم إشراك القائمة المشتركة في حكومته بل وعدم الإستناد عليها كداعمةٍ من الخارج ، بالإضافة الى استحالةِ تواجد المشتركة بشكلٍ أو بآخر الى جانب عدوها اللدود رئيس حزب “اسرائيل بيتنا” ابيقدور ليبرمان وإن التقت أهدافهما في مسألةٍ واحدة فقط وهي إسقاط نتنياهو ، وبالمناسبة هذا الموقف الذي كان عنوان الحملة الدعائية لكلا الحزبين ساهم في خلقِ حالةِ إصطفافٍ حول نتنياهو منحته نحو ثلاثة مقاعد أخرى.
بعد هذا المشهد لم يبقَ أمام نتنياهو إلا انتظار المنشقين من السياسيين الهواة أو الجدد الذين وجدوا انفسهم بين ليلةٍ وضحاها أعضاء كنيست خاصةً في حزب أزرق أبيض الجديد الذي اختار أعضائهُ بعيداً عن الإنتخابات التمهيدية التي تجري في حزب الليكود مثلاً ، وقد يرى بعض أعضاء حزب غانتس أنفسهم خارج قائمة الحزب في حال اعتمد طريقة الانتخابات التمهيدية للمرشحين.
هؤلاء الأعضاء ليس لديهم ما يخسروه وقد يفاخروا بانضمامهم لليكود تحت عناوين مختلفة ابرزها ان الشعب ملّ من الانتخابات المتكررة التي تكلف خزينة الدولة أموالاً باهظة ، ولا بد من وقف هدر هذه الأموال وتشكيل حكومة ، ثم أن المنشقين المحتملين سيفاخرون انهم انضموا لحزبٍ وطني صهيوني كبير ، وأنهم بالأساس تتوافق مواقفهم ومواقف الليكود ، ساعدهم بذلك غانتس نفسه الذي سار بهرولةٍ نحو اليمين وتنكر لليسار وتجرد من المركز.
من هؤلاء المنشقين المحتملين الذين سبقهم الى ذلك زميلهم ممثل يهود الفلاشا في الحزب يكفي نتنياهو واحد الى جانب منشقةٍ محتملة اعتادت على التنقل من حزبٍ لآخر ، اورلي ليفي ابو كسيس ابنة القطب الليكودي السابق دافيد ليفي الذي انشق عن الليكود وشكل حزب “غيشر” أواخر التسعينات.
اورلي كانت بداية طريقها السياسية مع أكثر الأحزاب تطرفاً ‘ اسرائيل بيتنا ذا الغالبية اليهودية من الروس، رغم ان أصول والديها تنحدر من المغرب .
ليفي التي انشقت عن ليبرمان وشكلت حزباً أسمته غيشر تيمناً بحزب والدها لم تتمكن من تجاوز نسبة الحسم في الانتخابات قبل الماضية ، وتحالفت مع حزب العمل وميرتس ، هذا التحالف الذي لم يحصل سوى على سبعةِ مقاعد ، الأمر الذي يهدد زواله نهائياً.
هنا قد تجد ليفي ضالتها في حاجةِ نتنياهو لعضوٍ واحد من أجل تشكيل حكومته ، وقد تكون الرابح الأكبر التي تُنقذ نتنياهو ومعسكر اليمين ثم تعود لبيتها الطبيعي حيث ترعرع والدها سياسياً.
السعي الحثيث لتشكيل حكومة ضيقة قد يساهم فيها أيضاً ابيقدور ليبرمان الذي يتراجع حزبه تدريجياً واتسم بصفةِ المسبب في حالةِ الفراغ السياسي والذي قد يقتنع بضرورة الإنضمام لليمين مقابل ارجاء قوانين تتعلق بخلافاته العميقة مع المتدينين اليهود ، وذلك ليتزعم المعارضة حزب أزرق أبيض لسدِ الطريق أمام احتمال تقلد المشتركة لهذا الموقع الهام والذي قد تتوافق جميع الأحزاب الصهيونية على انتخابات رابعة على ان تمنحها زعامة المعارضة ، والبدء في بحث القلق الذي يؤرقها من تعاظم قوة العرب ومن غير المستبعد ان يتم تسريع وتيرة تنفيذ الجزء المتعلق بالمثلث في صفقة القرن ، وربما ادخال تعديلاتٍ على قانون الانتخابات.
بقلم: الإعلامي محمد السيد