الكرامة للذين تحركوا وأضافوا هذه القيمة الإضافية للمشتركة
تاريخ النشر: 05/03/20 | 8:31بقلم: الإعلامي محمد السيد
مقعدان ونصف تقريباً هي الزيادة التي حصلت عليها القائمة المشتركة بعد الإنتهاء من فرز الأصوات في كافة صناديق الإقتراع ، هذه القفزة مردُها الى عدة عوامل:
الأول حالة الوحدة الشاملة التي لم تقتصر كما سابقاً على مركبات القائمة الأربعة بل أحجمت الأحزاب الجديدة عن المشاركة في الإنتخابات منفردة ومنها مَن ترجمت هذا الإحجام ولبت دعوات أطراف هامة في المشتركة بالتحالف معها وهذا ما حصل مع تحالف حزبي كرامة ومساواة والقومي العربي وتم توقيع اتفاق الشراكة وانطلق الجميع نحو هدفٍ واحد ، وخلق ذلك شعوراً لدى الناس بضرورة ترجمة ذلك على الأرض بالتصويت الكثيف.
الثاني إصطفاف الجماهير لمواجهةِ حملة التحريض الواسعة التي قادها اليمين ضد القائمة المشتركة والتخويف من تعاظم قوتها التي ستطيح بحكم اليمين وضرورة الحشد ضدها ، ما خلق حالةً من التحدي لدى العرب تذكرنا بالرد على مقولة نتنياهو في الإنتخابات قبل السابقة “العرب يتدفقون على الصناديق”
الثالث الإستياء العارم الذي خيم على الشارع العربي بعد تقاعص الحكومة عن معالجة العنف الذي ضرب في كل قرية ومدينة عربية وتحول الى آفة تهدد النسيج الإجتماعي.
الرابع حالة التحدي الجديدة لدى الجماهير العربية بعد الإعلان عن صفقة القرن والبدء في ترجمتها قولاً ، خاصة البند المتعلق بنقل المثلث وسلخه عن جسده في الجليل والنقب والساحل ، والذي رأت فيه جماهيرنا مقدمة لعزل مناطق اخرى أو إحلال قوانين تحد من المشاركة السياسية للعرب.
الخامس تهميش الأحزاب الصهيونية للعرب من ناحية التمثيل وطلب التصويت المجاني لها ولا أقصد الجانب المادي الذي كان حاضراً بقوة ، ما جعل منسوب الكرامة يرتفع عند العرب ويرفضون بيع أصواتهم .
السادس الخطاب التعبوي الذي اعتمده بعض نشطاء القائمة المشتركة وحلفائها والمقالات الموجهة وإن كانت قليلة لكنها أثرت في الفئة القارئة في شعبنا.
هذه العوامل وغيرها ، الى جانب نداء الفزعة الذي اعتمده البعض ، وانعدام أي منافسٍ عربي للمشتركة ، بل دعوة منافس الأمس بكل قوة الى اعتماد قائمة واحدة هذه المرة ، حركت الناس خاصةً المترددين والمقاطعين يأساً من عدم قدرة المشتركة على تحقيق انجازات لشعبنا وخلافاتهم السابقة على المواقع في القائمة التي طغت على خدمة الناس وحمل همومهم .
هذا الإنجاز لا يمكننا البتة أن نعزوه للأحزاب المركبة للمشتركة وحلفائها فحسب ، إنما هو لجماهيرنا التي لم تصوت للأشخاص ، بل صوتت تحدياً وغضباً ، وكما قلنا دائماً أن شعبنا اذا ما غضب فسيكون رده مجلجلاً .
فكونو على ثقة تامة أن الفضل لكم وأنكم انتم القادة ولسنا نحن لأنكم صدقتم في توجهكم ومنحتم أصواتكم للحالة وليس للأشخاص وبهذا أضفتم اكثر من مقعدين لقائمتنا ، فلكم منا كرامة .
هذه الأصوات الجديدة بحاجة الى حماية ورعاية لتكون هي اللون الإضافي للمشتركة لتتسع لما هو اكبر من الأحزاب الأربعة ، لا ان تضاف وتقسم على الأحزاب كرصيد لها والعودة الى الاختلاف عليها لأنها قد تعاقبنا مجدداً وتعود للمقاطعة حيث كانت.