زيف الديمقراطية والانهيار الأخلاقي لدي الاحتلال
تاريخ النشر: 05/03/20 | 8:34لا يختلف احد بان خطوات اعلان صفقة القرن وتسارع الادارة الامريكية في الاعلان عنها جاء على خلفية دعم الرئيس الامريكي لحليفه رئيس وزراء حكومة تسير الاعمال الاسرائيلية بنيامين نتنياهو وتعد الانتخابات القادمة حاسمة لمستقبله السياسي الذي أخفق خلال الانتخابات السابقة في تشكيل الحكومة كونه يواجه الاتهامات والسجن ينتظره في قضايا فساد تتعلق بتهم الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة خلال فترة حكمه السابقة التى شهدت فيها عملية السلام تراجعا واضحا على جميع المستويات وكانت مرحلة كارثية تجاه الشعب الفلسطيني والأراضي الفلسطينية فهو كان يعمل على سرقة الارض ويسابق الزمن لإقامة المستوطنات في خرق فاضح للقانون الدولي ومارس عمليات القتل والحروب ضد ابناء الشعب الفلسطيني من اجل بقائه فى الحكم وكان ماهرا فى النصب والاحتيال وضاربا في الفساد .
لقد اثبتت التجربة الماضية الخاصة بالانتخابات الاسرائيلية ان مجتمع الاحتلال قائم على العنصرية والكراهية التي تمارسها مختلف الاحزاب الاسرائيلية المتطرفة وحقدهم الاعمى وسلوكهم المتطرف تجاه الشعب الفلسطيني وتعبر عن كرههم للعرب والمسلمين وفى ظل ذلك لم تسعف نتنياهو الرعاية الامريكية والحماية التى وفرتها امريكا برئاسة ترامب لحليفهم وان حصيلة ما جرى من وقائع على صعيد الانتخابات لدى الاحتلال يكشف زيف الديمقراطية لديهم وان الأعمال العدوانية الإسرائيلية التي لم تتوقف ضد الشعب الفلسطيني كشفت ايضا زيف العلاقات بين حكومة الاحتلال وإدارة ترامب وان ما جرى هدفه الاساسي هو تكريس واقع الاحتلال واستمرار سرقة الارض الفلسطينية والتمدد الاستيطاني فالسياسات الأميركية والإسرائيلية تؤكد أنها سياسات عدوان وتدمير وحصار وقتل واستهتار بالقيم الإنسانية وهذا هو جوهر ومرتكزات (صفقة ترامب – نتنياهو) التى يحاولون تمريرها ضمن المشهد السياسي الاسرائيلي .
يستمر المشهد الانتخابي لدى الاحتلال كما هو ولا فرق سوى الاعلان عن صفقة القرن وتعهد نتانياهو الاستمرار في مخطط ضم الضفة الغربية خلال شهرين من فوزه بالانتخابات الثالثة وضم مساحات شاسعة من الضفة الغربية المحتلة إذا أعيد انتخابه في خطوة تهدف إلى تعزيز قاعدته اليمينية المتطرفة وبالتأكيد سيكون لنتائج الانتخابات الاسرائيلية تأثيرات وانعكاسات واضحة علي الشعب الفلسطيني ولكن القضية المهمة هنا في هذا المجال هو ان يتم مراجعة شاملة للواقع الفلسطيني وضرورة الخروج بإستراتجية وطنية لمواجهة غطرسة الاحتلال وتجسيد الوحدة الفلسطينية في اطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني من اجل تفويت الفرصة على الاحتلال ووضع حد لسياسات الابتزاز الاسرائيلية .
وقضى نتانياهو 14 عاما في السلطة كرئيس للوزراء وهو رئيس الحكومة الوحيد الذي يواجه اتهامات بالفساد وهو في منصبه ومن المقرر ان تبدأ محاكمة نتانياهو بتهم تتعلق بالرشوة والاحتيال وخيانة الثقة في 17 من الشهر الجاري ويواجه واحدة من أكبر الهزائم في مسيرته السياسية منذ انتخابات نيسان/ابريل الماضي العام الماضي وشكل المأزق الذي يعايشه حزب الليكود الاسرائيلي صيغة من الضعف الذي أصاب نتنياهو وحكمه الطويل في دولة الاحتلال العسكري الاسرائيلي .
إن ما افرزته صفقة القرن التي واجهت رفضا دوليا واسع النطاق وتلك النتائج الكارثية والإصرار من قبل الاحتلال على تطبيقها من جانب واحد بات يهدد بالعودة الى المربع الاول وضياع الحلم الفلسطيني وفقدان الامال في التوصل الى حلول سلمية ويعزز من سياسة القمع وإطالة عمر الاحتلال ودعمه على حساب الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني وإقامة دولته الفلسطينية .
بقلم : سري القدوة