خربشات تشكيل حكومة
تاريخ النشر: 06/03/20 | 7:07ان الجمهور العربي اثبت وعيه السياسي من خلال خروجه للتصويت وحصوله على خمسة غشر مقعدا والتي منعت اليمين من تشكيل حكومة، فمجتمعنا العربي خرج لمحاربة العنصرية من خلال سيف حاد اسمه ” و ض ع م “.انني اسمع في اليومين الاخيرين عبر شاشات التلفزة الكثير من المحللين السياسيّن الذين يصفون القائمة المشتركة بانها اللاعب الاساسي في الساحة السياسية الحالية، اعتقد بان هذا الوصف ليس دقيقاً فالقائمة المشتركة هي الحكم وليست اللاعب، فالحكم بامكانه اشهار الكرت الاحمر واشهار الاصفر ايضاً وبإمكانه الغاء اهداف، وهذا وضع القائمة المشتركة. فبيدها رفعت الكرت الاحمر لنتياهو وبيدها ايضاً يمكن ان ترفعه بوجه جانتس.
باعتقادي بان هناك اكثر من سيناريو يمكن ان يحدث بالايام القادمة القريبة، الاول : انشقاق داخل كحول لفان بسبب استيائهم من النتيجة التي حصلوا عليها وذلك بعد تصريحات جانتس ضد العرب وتقليده الاعمى لنتياهو لكسب الاصوات ، لكن صدق المثل القائل ” انقلب السحر على الساحر” فالمجتمع ذهب للمصدر وترك التقليد!!! ففي حال وتم الانشقاق سيكون للمجموعة المنشقة طلبات كثيرة والتي سيضطر نتياهو لقبولها للمحافظة على كرسي الرئاسة الذي اصبح مهوساً به.
اما السيناريو الثاني، فهو تشكيل حكومة بين اليسار المركز وليبرمان ودعم العرب لهم من خارج الحكومة. جانتس تعلم من المرة السابقة ان القائمة المشتركة هي الحكم فهي تطيح من تريد وتدعم من تريد .. ربما سيقول البعض كيف لليبرمان ان يجلس بحكومة تدعمها المشتركة وكيف للمشتركة ايضا فعل ذلك؟! اضافة الى اصوات اخرى تقول كيف للقائمة المشتركة دعم من اوصى بشطب ترشيح احد اعضائه ( النائب هبه يزبك) ،جميعها اسئلة شرعية ومنطقية. ولكن في السياسة علينا ان نكون حكماء وان نستغل الفرص لصالحنا ، احيانا على السياسي ان ينسى الامور الشخصية والفردية ويسعى لتحقيق اهداف ومطالب جماهير خرجت ودعمت وصوتت، بهذه الحالة الرد على جانتس اقوى من مطلبه بشطب ترشيح يزبك، الرد يكون بمطالبته بتجميد هدم البيوت، بتغيير قانون القومية، بضخ الميزانيات للمدارس العربية وللسلطات المحلية، والكثير الكثير، فهنا تكون المشتركة كما ذكرت سابقا هي الحكم الذي يقرر مجريات اللعبة السياسية.
من جهة اخرى، وباعتقادي ان الوقت حان لتغيير قواعد اللعبة السياسية في اسرائيل وذلك من خلال تغيير طريقة الانتخابات او خفض نسبة الحسم التي ستتيح دخول اكثر احزاب الى الكنيست وخاصة الاصوات من الجانب اليهودي التي تنادي بالمساواة والديمقراطية الحقيقية والتي ستكون جنب الى جنب مع الاحزاب العربية.
أظنُ ان دولة اسرائيل لا تحتمل انتخابات رابعة ونستطيع ان نقول الخامسة حيث انه كان ايضا انتخابات للسلطات المحلية في بعض القرى والمدن مثل باقة الغربية وجت المثلث. الافضل استثمار ميزانيات الانتخابات بخدمات اجتماعية تخدم المواطن الذي يدفع الضرائب للدولة.
بقلم: نهى زيتاوي- ماجستير في العلوم السياسية
تحليل رائع ومنطقي