اليهود العرب والتفاني في إثبات الولاء
تاريخ النشر: 07/03/20 | 22:21بقلم: الإعلامي محمد السيد
بعد فقدان أمل اليهود العرب في وصولهم الى قيادةِ اسرائيل سياسياً جراء سياسةٍ شبه منظمة وضعتها بشكلٍ أو بآخر الدولة العميقة في إسرائيل ، والقناعة والتسليم بذلك ، يحاول اليهود العرب التعويضَ عن فقدانهم للتربع على رأس الهرم ، أو مجرد التفكير به ، ومن أجل وضعِ الأسس للإقترابِ من العرش أو حتى التواجد في بلاطهِ ، أو على أقلِ تقديرٍ نزع صفةِ الشكِ حيالهم ، يسعون للتخلصِ من الشعور بالدونيةِ وإثباتِ أنهم لا يقلون حرصاً على الكيان الذي يجمع اليهود من كافةِ أصقاع الدنيا ، وجدوا ضالتهم في الجيش وأذرع الأمن المختلفة ، بدءً من التحاقِ السواد الأعظم منهم بالخدمة العسكرية في كافةِ القطاعات كالمشاةِ والمدرعاتِ والمظليين والبحرية وغيرها ، لكن يبقى سلاحُ الطيران والأذرع الحساسة تضع أمامهم المعيقات.
هذه المعيقات تجعلهم يزيدون ولائهم للعسكر من خلال خدمتهم العسكرية التي يفوقون فيها غيرهم في البطش والتنكيل بالفلسطينيين الى جانب يهود الفلاشا والعرب الذين وضعوا انفسهم أكثر في دائرة الشك.
وعادةً ما يكون الجندي من اليهود العرب في مقدمةِ المهام القذرة ، فهو الذي يفتش ويوقِفُ ويحقق ويمنع ويعتدي ، بينما الضابط الذي تصل اليه الشكوى يظهر كالكبير العقلاني ويُلغي أحياناً كثيرةً قراراتٍ ارتجالية أو بتوجيهاتٍ اتخذها الجندي من اليهود العرب بحقِ فلسطينيين على المعابر أو أثناء الإقتحامات ، وهذا ما ينسحب أيضاً على مصلحة السجون حيث يقوم بالعمل الأسود اليهود العرب وتُتركُ التحقيقات والقرار الأخير لغيرهم من كبار القادة.
وتجدهم في أذرع الشرطة المختلفة وحتى إدارة المراكز الشُرَطية ، لكن تتراجع صلاحياتهم عندما يرى من هو أعلى وأهم منهم المصلحةَ العليا للكيان الذي يعتبرهُ اليهود الإشكيناز محطتهم الأخيرة التي ستبقى وتدوم ليس بقوتهم فحسب ، بل بسواعد اليهود العرب الذين أوكلت لهم المهام الشاقة ، وبالإستعانةِ بالعرب الفلسطينيين في بناء الكيان بعد فقدان الأمل في زوال اسرائيل ، والإستناد على المعلومات الإستخبارية فلسطينياً وعربياً بدءً من عامةِ الناس مروراً بأصحاب النفوذ وصولاً لصناعِ القرار .
يقودنا هذا الى الإبحار اكثر في مجاهل بناء اسرائيل وما تصبو اليه ، والدور الذي سيلعبه اليهود العرب الذين وجدوا انفسهم في ما تُسمى اسرائيلياً بلدات التطور ويُقصدُ بها المدن والبلدات النائية كدَيمونا في الجنوب وكريات شمونه في الشمال الى جانب العديد من البلدات التي تختلف عن غيرها من حيث مستوى المعيشة.