لا مكان لحكومة ضيقة في اسرائيل
تاريخ النشر: 10/03/20 | 20:57بقلم- الإعلامي محمد السيد
التقت مصالح رئيس حزب “أزرق أبيض” الجنرال بيني غانتس ورئيس حزب “اسرائيل بيتنا” ابيقدور ليبرمان ليس بالقواسم المشتركة سياسياً بل من أجل التخلص من أكثر الشخصيات الإسرائيلية تأثيراً في الشارع الإسرائيلي وعدوهما السياسي المشترك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي قاد حزبه الليكود لنجاحٍ جعله الأول على كل الأحزاب الإسرائيلية ، لكنه يعجز عن تشكيل الحكومةِ كما غانتس لعدم حصول الأثنين عل واحدٍ وستين عضواً في الكنيست.
وبما أن ليبرمان يُعتبرُ أكثر تطرفاً من نتنياهو وباقي أحزاب اليمين ، وهو صاحب فكرة الترانسفير للعرب بحلته الجديدة “لا مواطنة بدون الولاء” ، إلا أنه وجد من يساعده في الثأر له من نتنياهو في هذه المرحلة مستعيناً ليس فقط بأزرق أبيض إنما بتحالف العمل غيشر ميرتس وهو تحالفٌ غير متجانس أطلق على نفسه تحالف اليسار في اسرائيل ، والغريب في الأمر أنه سيستعين بجزءٍ من أعضاء القائمة المشتركة في حالِ أقدموا على التوصية بتكليف غانتس لتشكيل الحكومة.
وعلى الرغم من التوافق بين غانتس وليبرمان على تحييد نتنياهو ، إلا انهما لن يتوافقا في البرنامج السياسي ، فليبرمان سيعود فوراً الى بيته الطبيعي ويتحالف مع الليكود بعد الثأر من نتنياهو ، تاركاً غانتس يعاركُ شركائه في “يوجد مستقبل” و “تيليم” وصولاً الى الخلاف على القيادة ، خاصة وأن أزرق أبيض هو خليطٌ من ثلاثةِ أحزابٍ لا تعتمد الإنتخابات التمهيدية ، وقد تكون ظاهرةً كمن سبقها الى منافسةِ الليكود ، لكنها لم تنجح كما حصل مع كاديما التي قادها اريئيل شارون ومن بعده ايهود اولمرت ثم تسيبي ليفني ، الى أن تلاشت تماماً بعد أن قادها شاؤول موفاز.
وكما أن ليبرمان يريد استخدام غانتس لتنفيذِ مهمته ، كذلك يسعى الأخير مستعيناً بثلاثة مركبات من المشتركة لشغلِ منصب رئاسة الوزراء ولو لفترةٍ قصيرةٍ يتمكن خلالها من إنهاء حكم نتنياهو ثم التخلي السريع عن العرب وتشكيلِ حكومة “وحدة وطنية” مع الليكود وليبرمان وأحزاب اليمين وحتى الدينية باتفاقاتٍ حول خلافاتهم مع ليبرمان ، واذا فشلت المحاولات فهناك خيارات متاحة لتشكيل حكومة عريضة بدون العرب وبقايا اليسار.
نتنياهو الذي لا يبدو أنه سيستسلم بسهولة ، وسارع الى حشد كافة الأحزاب الدينية واليمينية من حوله ، لتدخل اسرائيل مجدداً في أزمةٍ لا تمكن أحد الحزبين من تشكيل حكومة.
وبما أن الشارع الإسرائيلي وصل الى مرحلةٍ من اليأس ويخشى العودة من جديد لانتخاباتٍ رابعة ، فقد يخضع غانتس نهاية الأمر ويوافق على تشكيل حكومة وحدة مع نتنياهو ، وإلا فإن شهر أيلول القادم سيشهد انتخاباتٍ اخرى جديدة سيحقق فيها نتنياهو تقدماً على غانتس بعد أن يضرب حزبه في الصميم وإحداث أول تصدع فيه بانسحاب العضوين هاوزر وهيندل وانضمامهما لليكود .
كما ان المشتركة ستعزز من حضورها رغم التسابق على التصريحات المبعثرة وغير المنضبطة التي كانت تارةً مع التوصية على غانتس وأخرى مع التوصية على من يلبي المطالب اكثر.