جاء من يعرفك يا بلّوط… يا إنسان
تاريخ النشر: 14/03/20 | 9:55زهير دعيم
نزل عن المسرح نتنياهو وجانتس ، وغاب أو كاد ترامب وبوتين وأردوجان والسيسي، وصمتت إيران وحزب الله وغزّة وليبيا واليمن وكلّ السياسيين في انحاء العالم ، واصفرّت الملاعب الخضراء ، وتنفّست الأجواء في العالم ، فلا طائرات تحلّق وتهبط ولا صواريخ تزعج ، فالكلّ في ترقّب وخوف ورهبة.
نعم الشّلل العامّ يستحوذ رويدًا رويدًا على عصب العالَم فيمضّه ويُضنيه ويتركه نهبًا للمخاوف والرّعب ، فتتناثر هنا وهناك مفردات سوداوية : حجْر صحيّ ، وبأ قاتل ، ممنوع التقبيل ، ممنوع الهمس واللمس ، ممنوع الصلاة والتجمهر والأفراح.
احذروا ثمّ احذروا فهناك من يُبيِّت لكم …
حقًّا الخوف يهيمن ، والهَلَعُ يسيّطر ، والسوبرماركات تفرغ من الأرز والسّكر والطحين والبمبا والنقارش .
والطلّاب في كثير من دول العالم في عطلة جبرية … كلّ ذلك بسبب فيروس صغير أسموه ” كورونا ” جاءنا من الصين ، بل قل من خفافيش الصين ؛ هذا الطائر الذي لا يحلو له ان يطير إلّا في الليالي المُدلهمّة.
فيروس صغير لا يُرى بالعين المُجرّدة يُربكُ البشريةَ ويوقف عجلة الحياة فيها أو يكاد ، ويُنذر بنتائجَ وخيمةٍ قد تُصيب اقتصاد العالم ، فترى البورصات تحمرُّ ، والخسائر تزيد ، والتأفّف يرتفع وجياع العالم في ازدياد ، ناهيك عن ” المخبّى” في الغيب كما كانت تقول جدتي، فلا أحد يعرف المآل ولا ما سيحمله الآتي من مصائب وشدائد وضحايا ، فالوبأ يُكشّر عن أنيابه ، يُزمجر تارة ويزأر أخرى وتروح البشرية تنطوي على نفسها مكتئبة ، تنتظر الفرَج من طبيب ألمعيّ قد ينجح في ايجاد مصل واقٍ يوقف زحف هذا الفيروس اللعين.
حقيقة ؛ الهلع في كلّ ركن من اركان المسكونة ، والعيون ؛ عيون المؤمنين تتجه نحو السّماء تترجّى وتُصلّي كي ما يرحمنا الربّ برحمته ويبعث من لدنه تعزيات والهامًا وحلًّا وخلاصًا ومصلًا واقيًا .
غريب أنتَ ايّها الانسان ” تتشاطر” على أخيك الانسان فتظلمه وتسرقه وتتجبّر به، وتضحي أمام فيروس صغير قزمًا ، عدمًا ، لا شيء ، تتعثر وتتلعثم وتنخرس.
غريب انت أيّها الانسان تتبختر مزهوًا بجبروتك ، فيأتيك من حيث لا تدري من يكسر عنفوانك!!!
عيوننا نحوك يا ربّ ..
عيوننا نحوك فأنقذ البشريّة وارشدها الى سماك.