انتظريني في العدم ..

تاريخ النشر: 14/03/20 | 9:59

عطا الله شاهين
على الرغم من رحيلكِ من العدم، إلا أنّكِ وصلتِ إلى كوْن آخر؛ هكذا قلتِ لي برسالتك، التي بعثتِها من كوْنكِ، ووصلتْني حينما صِرتُ هرِماً، فكل ليلة أحاول تركَ زماني ومكاني المحاصرين بعدمٍ سرْمدي للبحثِ عنكِ في عدم مغاير، فأنتِ في كونكِ محاصرة بعتمة وبرْد، وتحتاجين إلى دفئي، هكذا قلتِ لي في رسالتك، التي وصلتْني عبر ذبذباتٍ كهرومغناطيسية على جهاز كمبيوتري.. فكُوني واثقةً سأخرج من العدمِ للبحثِ عنكِ ذات زمن، فحين أصلكِ لن تعرفيني، لكنّكِ ستعرفيني من صوتي، فملامحي تغيرت تماما، ووجهي بات كالح اللون، وتجاعيد حفرتْه عبر الزمن، لكنّ صوتي ظلّ كما هو بجهوريته، صدّقيني ليس هناك مشكلة اصعب من الخروج من العدم، لكنني أحاول الخروج من عدمي بكل تفكيري، فتأملاتي لا تنقطع في كيفية الوصول إليكِ عبر الزمن. انتظريني ولا تفقدي الأمل.. ستكوني دافئة من عناقي.. فلا تموتي هناك في عدمك.. حاولي أن تعيشي على أملِكِ.. انتظريني في العدم.. فحتماً سأصلكِ ذات زمن …

.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة