رحلتي إلى جيجل- الحلقة 4.. زيارة سحر الوادي والحديقة – معمر حبار
تاريخ النشر: 15/03/20 | 12:34في اليوم الرّابع وبتاريخ السبت 3 ذو الحجة 1440 هـ الموافق لـ 3 أوت 2019، زرنا الوادي الساحر وبعدها حديقة الحيوانات فكانت هذه النقاط:
1. يبعد الوادي عن مقر إقامتنا “ببونار” بـ 40 كلم.
2. ونحن متّجهون للوادي اشترينا “الكاوكاو” الصغير الحجم لكنه بمذاق جيّد وأحسن من الكبير الحجم ويبدو أنه طبيعي ودون محسنات التي أفسدت علينا الأكل والصحة والمذاق.
3. دخلنا الوادي الذي يصب في البحر. عن شماله أشجار وجبل وعن يساره أشجار وجبل وظهره مزيّن بجبل مرتفع يتخلّله وادي دائم الجريان .
4. من مزايا المنطقة السياحية الخلاّبة التي أقف عليها لأوّل مرة تناول الفطور في وسط ماء الوادي حيث الأرجل الحافية في الوادي والأيادي تلتقط الأكل والأعين تتمتّع بسحر الطبيعة السّاحرة.
5. طلبنا 4 أطباق من السّمك المشوي بطريقة تجعل المرء يعود للمكان من جديد وأطباق من السّلاطة وطبق من الأرز وأضفنا له أطباق أحضرتها الزوجة من قبل فكان غداء كاملا ممتعا وزاده المنظر الخارق جمالا والقيمة وصورة الأرجل داخل الوادي مازالت وستظلّ راسخة لاتمحى أبدا.
6. قبل أن نزور الوادي حدّثونا كثيرا عن المغارات، وبعد زيارتنا للمكان السّاحر أيقنت أن سمعة المغارات من سمعة الوادي وهيئة الأكل المتمثّلة في تناول الأكل والأرجل في الوادي. المغارات إذن تابعة من حيث السمعة والجمال للوادي وليس العكس.
7. حدّثنا القائمون على المغارة أنّ أحد زملائهم توفي(أو توفي له قريب) ما جعلهم يتضامنون معه ويغلقون المغارة ذلك اليوم أي يوم زيارتنا وما كان على الزوار إلاّ أن عادوا أدراجهم دون التمتّع بزيارة المغارة. قلت لهم: رحم الله الميت وعظّم الله أجر عائلة الميت وعظم الله أجركم، لكن كان عليكم أن تبقوا واحدا منكم ليبقي المغارة مفتوحة أمام الزوار الذين جاؤوا من أماكن بعيدة ووجدوها مغلوقة في وجوههم ورجعوا خائبين وما كان لكم أن تفعلوا ذلك وتحرموا الناس من الزيارة. وما زلت أتشبّث بهذا النقد الموجّه للقائمين على المغامرة وقد مرّ على زيارتي 8 أشهر.
8. ونحن نتمتّع بالمناظر السّاحرة للوادي والعائلات الجزائرية من كل الولايات وهي تتمتع رفقة الأب والأم والزوجة والأولاد، قلت حينها للزوجة والأولاد: الفقراء وعامة الناس يتمتّعون بهذه المناظر الخارقة ويتناولون غذاءهم وسط الماء حيث الأرجل في الوادي وفي جوّ كله هناء وسعادة، تجد في نفس الوقت الأغنياء والأثرياء وأصحاب النفوذ والنجوم في الجزائر يقبعون في سجون الحراش والبليدة ويتمنون وهم الذين كانوا يملكون الأرض والسّماء نظرة لهذا الوادي الخلاّب.
9. الشاطئ المحاذي للوادي لم يكن بنفس جمال شواطئ الأخرى لأنه كان مكسو بالحجارة عوض الرمال بينما الشواطئ الأخرى كانت مكسوة بالرمال الذهبية التي تدغدغ الأصابع وتغري الكبار قبل الصغار.
10. أثناء عودتنا من الوادي الساحر زرنا حديقة الحيوانات: كانت رائعة من حيث المساحة الكبرى وأماكن الراحة، وتمتعنا رفقة الأبناء والأطفال بالنظر إلى الغزلان الضخمة ذات القرون العالية، وتناطح الذكور من أجل الفوز بقطعة خبز أو قطعة أكل يقدمها لهم الأطفال، وتمتّعنا بالفيل حيث قدّمت له الأكل بيدي وأخذه عبر خرطومه وكانت تلك من اللحظات التي تبقى راسخة ولا يمكن نسيانها وتمنيت لو أن أصغر الأطفال أو الأبناء فعلوا ذلك لأنّ الزحام والاكتظاظ من كثرة الزوار حال دون ذلك.
11. فيما يخصّ رؤية الأسد والتي لم تكن لأول مرة فقد استطاع أن يجلب لوحده الزوار دون غيره. فقد استطاع بزئيره المرتفع جدا وبهيبته أن يجلب أنظار الجميع إلى درجة لو وضع المرء مكبّر الصوت لما استطاع أن يزاحم زئير الأسد من حيث القوة والهيبة ما يدل على أن مداه يصل إلى أبعد بكثير. أعترف أن العدد الضخم من الزوار جاؤوا لمشاهدة ومتابعة الأسد وهو يمارس هوايته المفضّلة مع أنثاه بطريقة برازيلية ساحرة.
12. وأنا أتابع القردة عبر جبال جيجل والفيل والأسُود والضباع والغزلان الضخمة والطاووس عرفت حينها الصعوبة البالغة التي يتلقاها الغربيون القائمون على إعداد وعرض الأشرطة العلمية الخاصة بالحيوانات لأنّها تتطلّب وقتا طويلا وجهدا كبيرا وأموالا ضخمة ومغامرة بالنفس ونفسا عميقا لتركيب بعض الصور التي تصل المشاهد في أي بقعة من العالم والدقة الخارقة فوجب إذن الشكر والتقدير للغربيين القائمين على الحصص الخاصّة بأشرطة الحيوانات منهم الغربيين.
13. ترقبوا الحلقة الخامسة بإذن الله تعالى.