وداعٌ بطعمِ الألم
تاريخ النشر: 19/03/20 | 11:44علِمَ بأن الكورونا نال منها، ذاك الفيروس اللعين، الذي يُميت البشر.. نظر إليها من تحت الشرفة، فقالت له حبيبته: وداعا لقد نال منّي هذا الفيروس، كانت تبكي من الألم، وقبل أن يُحجر عليها صحيا، ودّعها بصمتٍ. لوّح لها بيده. كان وداعا صامتا لم يتمكن من الحديث إليها. كانت تعي بأن الموت يتربص بها من فيروس لعين. سار عدة خطوات، ورأى الناس يتراكضون. تستعد المدينةُ لحظر تجوّل. أسرع من خطواته وتمترس خلف حيطان غرفته، وأغلق الستائر. حمَلَ صورة حبيبته وبكى بصمتٍ، وقال: كان وداعنا صامتا فكله ألم، أتمنى لها ولكلّ المرضى الشفاء العاجل، لا أريد لها أن تموت إنها آخر حُبّ. وضع الصورة جانبا وراح يغسل يديه ويعقمهما جيدا، وقال: كان الوداع صعبا وداع بطعم الألم، وأدار جهاز التلفاز بالريموت كنترول، الذي راح يعقمّه أيضا بمادة معقمة، رغم أن يعيش بمفرده، وإذا بقناة فضائية تبث خبرا يقول بأن كورونا يميت أشخاصا جددا. لحظات حزن انتابته وهو يسمع حديث مراسلة صحفية، التي كانت ترتدي كمّامة وخائفة من الفراغ، فالشوارع فارغة، لكنها مضطرة لإرسال صورة عما يجري في شوراع خالية التزم فيها المواطنون بتعليمات حكومتهم. أطفأ جهاز التلفاز وراح يستلقي على فراشه، وغطّ في نومه حاضنا صورة حبيبته.
عطا الله شاهين