تواصل مسلسل سرقة ونهب الحقوق الفلسطينية
تاريخ النشر: 20/03/20 | 11:52تواصل دولة الاحتلال اتخاذ المزيد من الإجراءات والتدابير والقرارات الاستعمارية التوسعية الهادفة إلى تعميق الاستيطان في الأرض الفلسطينية المحتلة عامة والقدس ومحيطها بشكل خاص وتعمل بشتى الوسائل والأساليب على تحقيق التواصل الجغرافي بين المستوطنات والتجمعات الاستيطانية والبؤر العشوائية المنتشرة بطول وعرض الضفة الغربية المحتلة عبر شق المزيد من الشوارع والطرق الاستيطانية الضخمة التي تلتهم المزيد من أراضي المواطنين الفلسطينيين وان مسلسل الإرهاب الإسرائيلي المنظم وسلسلة الجرائم التي تقوم بها سلطات الاحتلال بحق أبناء الشعب الفلسطيني من إرهاب بشع ومُمَنهج تمارسه مؤسسات دولة الاحتلال الرسمية بشكل علني وواضح بات يتم عبر العديد من التشريعات والقوانين والتعليمات المباشرة لقتل الفلسطينيين وللحد من التواصل الفلسطيني من اجل سرقة الأراضي الفلسطينية . إن إعلان وزير الجيش الإسرائيلي نفتالي بينت عن ما أسمته مصادر إعلامية عبرية بــ (طريق السيادة) والهادف إلى عزل المناطق الفلسطينية بعضها عن بعض كما جاء في بنود صفقة القرن، وإفساح المجال أمام سلطات الاحتلال للشروع في استباحة المنطقة المعروفة بـ E1 والاستيطان فيها، وفصل وسط الضفة وشمالها عن جنوبها، كل هذه الإجراءات هدفها تقويض أية فرصة لإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة وذات سيادة وان عمليات الفصل العنصري التي تمارسها دولة الاحتلال في الأرض الفلسطينية المحتلة، وابتلاعها لمساحات واسعة من الضفة الغربية الذي من شأنه تكريس تحويل التجمعات السكانية الفلسطينية إلى مناطق معزولة تغرق في محيط استيطاني ضخم، وترتبط مواصلاتياً مع بعضها البعض، بما يُمكّن سلطات الاحتلال عزل العديد من البلدات والقرى المحيطة بالقدس وفصلها بالكامل عن المدينة المقدسة، ومنع حتى التفكير بإقامة دولة فلسطينية بعاصمتها القدس الشرقية.
إن تلك الجرائم البشعة التي ترتكبها سلطات الحكم العسكري بحق القدس والمقدسات الإسلامية والمسحية تتواصل بأشكال مختلفة وتداعياتها التهويدية الاستعمارية على المسجد الأقصى المبارك والحرم الإبراهيمي، سواء من حيث التصعيد الحاصل والممنهج في استهداف الاحتلال للحرم الإبراهيمي وللبلدة القديمة في الخليل، والحرب المفتوحة التي يشنها اليمين المتطرف وغلاة المستوطنين بهدف تعزيز سيطرتهم على قلب الخليل النابض وتفريغه من سكانه الأصليين في أبشع عملية تطهير عرقي تشهدها المنطقة وهو ما شمل الحرب على المحال التجارية والمنازل والمرافق وجميع مقومات الوجود الوطني والفلسطيني في البلدة، بما يشمل محاولات عزل الحرم الإبراهيمي بالكامل وتهويده، وما الزيارات المتكررة التي يقوم بها نتنياهو وبينيت وغلاة المستوطنين من اليمين المتطرف للبلدة القديمة من المدينة، وإقرار مشروع مصعد الحرم، ووضع حجر يحمل رسومات توراتية على مدخل البلدة القديمة إلا حلقات في هذا المسلسل الإجرامي المتواصل منذ احتلال المدينة في العام 1967.
إننا نطالب المجتمع الدولي وعلى رأسه مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي وكافة الدول التي تدعي الحرص على تحقيق السلام سرعة التحرك لوقف الأطماع الإسرائيلية في الأرض الفلسطينية وأن عدم معاقبة دولة الاحتلال على انتهاكاتها الجسيمة للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة يشجعها وفي ظل صفقة القرن على مواصلة تماديها في تكريس الاحتلال وتعميق الاستيطان، تمهيداً للإعلان عن قرارات ضم واسعة النطاق للأرض الفلسطينية المحتلة وإن اكتفاء المجتمع الدولي ببيانات الإدانة لجرائم الاحتلال وصيغ التعبير عن القلق، والدعوات الدولية الشكلية للتمسك بالسلام على أساس حل الدولتين، باتت تشجع سلطات الاحتلال على التمادي في ارتكاب المزيد من الخروقات الجسيمة للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.
بقلم : سري القدوة