معركة الكرامة التاريخ المشرق للأمة العربية
تاريخ النشر: 22/03/20 | 22:10بقلم : سري القدوة
ذكرى معركة الكرامة الخالدة هي مناسبة كبيرة تعيش في قلوب الأحرار والشرفاء من ابناي امتنا العربية وهي مناسبة ستبقى خالدة في قلوبنا جميعا نستذكر من خلالها معاني الفخر والاعتزاز بهذا الإنجاز الوطني الكبير الذي سطره الجيش العربي بقيادته الهاشمية والشعب الأردني وقيادة وكوادر الثورة الفلسطينية فكانت الكرامة صفحة ناصعة من صفحات الوطن والكفاح من خلال التواصل عبر الأجيال التي تحافظ على العهد وتصون الأمانة وتحمى الذكرى بالصمود والعطاء والحفاظ على الانجازات العظيمة التي تحققت عبر هذا التاريخ المعمد بدماء الشهداء من أبناء امتنا العربية .
يوم الكرامة الفلسطينية والعربية ومناسبة ذكرى معركة الكرامة التي اثبت من خلالها الشعب الفلسطيني والشعب الأردني أصالة تلك الروح الكفاحية التي امتدت عبر سنوات الكفاح الوطني المستمر على طريق الثورة والهبات الجماهيرية البطولية العارمة والتي أثبتت للجميع بأن هذا الشعب لا يعرف الهزيمة وكله عزيمة وإصرار للمضي قدماً على طريق الثورة والنضال والشهداء وعلى طريق معركة الكرامة البطولية حتى تحقيق النصر وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الجاثم على أرضنا الفلسطينية المحتلة.
ان تلك المواقف الخالدة والعلاقات التاريخية الأردنية الفلسطينية لم تكن وليدة الصدفة بل تجسدت عبر سنوات طويلة من النضال فكانت رسالة تتواصل عبر الأجيال التي حملت وصية الأجداد من اجل حماية الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسحية في القدس الشريف وان هذه المسيرة هي جزء من تاريخ الشعب الفلسطيني المكافح التي جسدتها وعبرت عنها معركة الكرامة من خلال التحول الكبير في المسار الفلسطيني والعربي بعد أن عجز الانتصار في المنطقة العربية عام 1967 وان تلك التضحيات تتواصل من أجل النصر وتحقيق الحقوق الفلسطينية في عودة أبناء الشعب الفلسطيني لوطنهم وإقامة دولتهم الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف .
ان معركة الاستقلال بدأت ولم تنته إلا بالانتصار وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتجسيد السيادة على كامل حدود دولة فلسطين بما فيها القدس عاصمة الدولة الفلسطينية وان معركة الكرامة أعادت الاعتبار والعزة والكرامة للأمة العربية وللشعب الفلسطيني وأوقفت الزحف الإسرائيلي الاحتلالي التوسعي نحو الدول العربية وخاصة الأردن وان الانتصار الفلسطيني والأردني في معركة الكرامة شكلا نقطة انطلاق نحو تجسيد الهوية الفلسطينية والحفاظ على حق العودة وإسقاط مشاريع التوطين وتحقيق الانتصارات السياسية والدبلوماسية التي كان أبرزها قبول فلسطين دولة عضو مراقب في الأمم المتحدة ورفع العلم الفلسطيني في مقراتها .
ان معركة الكرامة حطمت أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر بإلحاق الهزيمة به ليعود إلى أدراجه يجر ذيول الخيبة والفشل والانكسار وان الاحتلال الإسرائيلي مهما بلغت سطوته وجرائمه وعدوانه بحق شعبنا سوف يقهر أمام إرادة الصمود والتحدي وقوة الحق الفلسطيني وان شعبنا الفلسطيني وهو يخوض غمار هبته الشعبية المتواصلة ويتصدى للعدوان والتصعيد الإسرائيلي لقادر على إلحاق الهزيمة بالعدوان وسياسته الإرهابية ودحر قوات الاحتلال الإسرائيلي بكافة أشكاله العسكرية والاستيطانية وتحرير الأراضي المحتلة وسينتصر على سياسة القتل والإعدامات الميدانية والاستيطان والتهويد والتطهير العرقي والترحيل القسري التي تستهدف الأرض والإنسان الفلسطيني .
إننا نؤكد علي أهمية العمل في نطاق المجتمع الدولي لتتحمل مسؤولياته وإنصاف الشعب الفلسطيني برفع الظلم التاريخي الواقع عليه والضغط على حكومة الاحتلال لوقف عدوانها وتصعيدها العسكري وجرائمها البشعة ضد شعب الفلسطيني وإنهاء احتلالها بكافة أشكاله العسكرية والاستيطانية للأراضي الفلسطينية المحتلة والعمل على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة .