وفاة شيخ الصحافيين الإعلامي القدير عز الدين بوكردوس
تاريخ النشر: 26/03/20 | 12:48بقلم :- سامي ابراهيم فودة
قال تعالى:- “مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا “صدق الله العظيم..
رغم أني لم أحظى يوماً بلقائه شخصياً فإنني كنت وأحداً من المعجبين والمتابعين لهذا الإعلامي الجزائري المخضرم ومن الذين كانوا على موعد مع كتاباته المتميزة في الصحف الجزائرية والعربية ولقاءاته السياسية عبر وسائل الإعلام والقنوات الفضائية في خدمة قضايا وطنه وشعبه الجزائري وأمته العربية والإسلامية وفي طليعتها قضية فلسطين وخاصة قضية الأسرى البواسل في سجون الاحتلال, حيث وقف هذا المناضل بكل صلابة وإصرار في مختلف جميع جبهات الإعلام مدافعا عن حقوق شعبنا الفلسطيني الأبي من أجل كنس الاحتلال الصهيوني عن فلسطين وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف..
إخوتي الأماجد أخواتي الماجدات أعزائي القراء أحبتي الأفاضل فما أنا بصدده اليوم هو تسليط الضوء على سيرة عطرة وذكرى طيبة لرجل من رجالات الوطن الأحرار والذي يعد من الرعيل الأول للصحافة الجزائرية,فهو رجل ذو شخصية اعتبارية وطنية وقيمة عالية وقامة إعلامية وفكرية وثقافية وسياسية, ويعتبر أسطورة من أساطير الإعلام الجزائري المخضرم, فهو الوجه الحقيقي والمشرف لبلد المليون ونصف مليون شهيد والعالم العربي صاحب الصوت الهادر في مواجهه الأعداء والخصوم السياسيين وفارس القلم الوطني الرصين وعملاق الكلمة الوطنية الحرة الهادفة والبناءة والملتزمة بالقيم والمبادئ الأخلاقية التي تربى عليها .
وقدم الأستاذ الصحفي والإعلامي البارع صاحب القلم المبدع والجريء والمخلص لوطنه كل ما تعلمه في مجال الصحافة والإعلام في خدمة قضايا الشعب الجزائري والأمة العربية, ليكون منارة ونبراساً يضيء بعلمه الإعلامي وفكره الثاقب دروب الأجيال الصاعدة من أبناء شعبنا الجزائري والعربي والذي برحيلة عن عالمنا أصابتنا بالفاجعة والصدمة ولم يحتمل صبرُنا وقعها,
بقلوب مؤمنة راضية بقضاء الله وقدره،تلقيت بألم وأسى عميقين نبأ وفاة الإعلامي والصحافي الوطني عزالدين بوكردوس,عبر صديقي الأسير المحرر الأستاذ خالد عز الدين,مسؤول ملف الأسرى الفلسطينيين في الجزائر, ونعلم أن الموت حق وأن لكل أجل كتاب وإننا إذ نحتسب عند الله سبحانه وتعالى فقيد الشعب الجزائري والأمة العربية المفكر والإعلامي القدير شيخ الصحفيين وعميد الإعلاميين عز الدين بوكردوس والذي ولد في تونس 1944م ابن ولاية بجاية وأفني زهرة شبابة في ميدان الشرف والبطولة خلال مسيرته الصحافية والإعلامية الزاخرة بالعطاء والإبداع في الميدان الإعلامي الكثير لقضية شعبه …
وقد ترجل الإعلامي المخضر صاحب العطاء الذي لا ينبض عن صهوة جواده والقلم في يده يأبى أن يتركه حتى يودعه إلى مثواه الأخير تاركاً خلفة سجل زاخر بالأحداث الكبرى والتي ستبقي خالدة والذاكرة العربية والمنظومة الإعلامية الجزائرية والذي وأفته المنية صباح يوم الاثنين الموافق23/3/2020م عن عمر ناهز 76 سنة إثر مرض عضال, بباريس بفرنسا لتصعد روحة الطاهرة إلى علياء السماء إلى بارئها..
ويعتبر المرحوم عميد الصحافيين الجزائريين عز الدين بوكردوس ذاكرة سياسية وموسوعة في الثقافة العامة ومن الأوائل الذين شغلوا مناصب عدة في التلفزيون ومنابر إعلامية وقد عمل مع اساطير الاعلام في الجزائر منذ ان التحق بالإذاعة في أول الأمر مع استرجاع السيادة الوطنية وشغل صحفياً بالتلفزيون الجزائري ثم تدرج حتى أصبح مديراً للأخبار قبل أن ينتقل إلى رئاسة الحكومة مستشاراً إعلامياً، فمديراً عاماً لجريدة الشعب ما بين 1995م- 2012م, حتى تقاعد من المهنة.
وكان المرحوم عز الدين مراسلاً للتلفزيون الجزائري وشاهد على الحرب العراقية والحرب الأهلية اللبنانية ويعتبر هو أول صحفي جزائري وعربي يحقق سبقاً صحفياً عالمياً بتسجيل حوار حصري للتلفزيون الجزائري مع آية الله الخميني عند دخوله مدينة قم الإيرانية بعد نجاح الثورة الإسلامية عام 1979.
تمكن المرحوم عز الدين من الدخول إلى لبنان خلال الحرب الأهلية وخلالها حاور زعماء الطوائف في فيلمه الوثائقي التاريخي ومع الرئيس الراحل بوضياف في المغرب وأجري العديد من الحوارات الحصرية مع زعيم التحرر الفلسطيني الراحل أبو عمار في مكتبه ببيروت تحت الحصار، وكذلك قام بتغطيته لأحداث تحرير الرهائن الأمريكيين في طهران بوساطة الدبلوماسية الجزائرية بداية الثمانينيات من القرن الماضي.
كان أول مؤسس لملحق الشعب المقدسي- ملحق خاص بالقدس بمناسبة القدس عاصمة الثقافة العربية عام 2009, واستمر الملحق بالصدور صباح كل يوم خميس من عام 2009 حتى بداية عام 2011.
وهو من دشن وأسس الملحق الأسبوعي الأول الخاص بالأسرى والذي ويوزع مجاناً مع صحيفة الشعب الجزائرية في كل ولايات الجزائر منذ الأول من يناير عام 2011 تزامنا مع الذكرى الـ46 لانطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة.
بقلوب ملؤها الحزن والأسى وبالأصالة عن نفسي وعائلتي أتقدم بخالص العزاء لعائلة الفقيد المرحوم عز الدين بوكردوس سائلين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان”
يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ”
وإنا لله وإنا إليه راجعون وإنا لله وإنا إليه راجعون