رحلتي إلى جيجل- الحلقة6 مسجد جيجل وزيارة بجاية – معمر حبار
تاريخ النشر: 27/03/20 | 23:23الجمعة 2 شعبان 1441 هـ – الموافق لـ 27 مارس 2020
في اليوم السّادس من رحلتي لجيجل وبتاريخ: الاثنين 4 ذو الحجة 1440هـ الموافق لـ5 أوت 2019، هذه الأسطر:
أوّلا: مسجد جيجل وماءها العذب:
1. صلى إمام بلدية “بونار” صلاة الفجر دون أن يقنت والقنوت فعله سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومازال يقنت حتّى لقي ربّه وفعله أسيدنا الخلفاء وأسيادنا الصحابة والأئمة والعلماء منذ 15 قرنا إلى أن جاء من يمنعنا ووزارة الشؤون الدينية صامتة.
2. ظل الإمام يقلّد من حيث الصوت وعبر الصلوات الجهرية التي أديتها من وراءه شيوخ آل سعود في أبسط الأمور التي لا تتطلب التقليد كقول “استووا” وعلى الطريقة السعودية وتقليد السعوديين في الأنف المزكوم وكأن العيب من أسس التقليد. وهذه من المصائب التي ابتليت بها الجزائر وبعض مساجد الجزائر وبعض أئمة الجزائر.
3. أعترف أن الأدوات الحديثة المتعلّقة بتكبير الصوت عبر المسجد كانت في غاية الجودة والإتقان حتى أنها ساهمت وبشكل بارز في إظهار الصوت الحسن وكانت من وراء جمال الصوت. وكم أتمنى أن تعمّم وسائل تكبير الصوت ذات الجودة الحديثة والعالية عبر كافّة المساجد والمؤسسات التعليمية والجامعة لأنها تساهم في إبراز حسن الصوت وتقريب الفهم وبهدوء ولطف ودون ضجيج مزعج منفر. وأقول: وسائل تكبير الصوت من جمال الصوت.
4. وضع الأتراك أقدامهم الأولى بجيجل ولبثوا فيها إلى قرونا وإلى غاية الاستدمار الفرنسي لكن لا أثر يدل عليهم من حيث أثارهم ومخلفاتهم لحدّ الآن وفيما رأيت ولمست.
5. يمتاز ماء جيجل من الحنفية بكونه أطيب المذاق وسهل البلع ولا يؤثر سلبا ومريح جدّا. وعلى إثرها أخبرتني زوجتي قائلة: فهمت الآن لماذا شعر الجيجليين جميل لأن الماء طيب وحسن.
ثانيا: زيارة بجاية:
6. زرنا “بجاية” واشترينا عبر باعة الطريق فاكهة التفاح ذات الحجم الكبير والمذاق الحلو وأفضل بكثير من التفاح الأوربي الذي لا طعم ولا مذاق له. ويكفي الجزائر أن تركز على الزيادة في المنتوج وتحسين النوعية لما هو أفضل وأطيب خاصة وأنّها تملك كل وسائل رفع الكمية وتحسين الإنتاج من مساحة وخبرة بشرية وقدرات علمية وحماس نحو المنتوج الطبيعي الخالي من الأدوية المضرّة.
7. اشترينا عبر باعة الطريق أيضا “الجُوزْ” بـ800 دج للكيلوغرام الواحد بمذاق طيب لا يمكن مقاومته وحجم كبير وطعم يُشبع لغناه بالفيتامينات وسعر مقبول وحديث الجني.
8. زرنا “بجاية” التي تبعد عن جيجل بـ87 كلم حسب ماهو مكتوب على إشارات المرور. اتجهنا إلى منطقة “أُمِي ڤُورٙايٙة” حيث الطريق المؤدي إلى الحصن الذي يقع في أعلى الجبل حيث اكتفينا بثلثي الطريق ولم نستطع الوصول إلى القمة التي بقي لها 400 متر على البسيطة و1200متر إلى أعالي الجبل كما حدّثني بذلك القائمون على المكان المخطّط للراحة ومواصلة الطريق قبل الوصول إلى القمّة.
9. ما ميّز مكان الراحة المؤدية إلى قمّة الحصن أن العائلة تأخذ حقها من الراحة وكذا السيارة.
10. تناولنا الغداء في مكان الراحة حيث الهواء الطلق والطبيعة السّاحرة والأشجار المترامية والصمت الدافع على الإبداع، ولعل هذه الأسطر إحدى المظاهر المعبّرة عن ذلك.
11. استمتع الأطفال واستمتعنا بمنظر القردة وهي تقاسمنا الأكل والشرب والحلويات وقارورة الماء. واقتربت إلى مائدة الفطور والقهوة وتفنّنت في سرقة الحلويات وقدّمت عروضا دون أن نطلب منها ذلك فتمتّعت وأمتعت وأدخلت البهجة والفرح والبسمة على قلوب العائلة والزوار من حولها الذين يمنحونها الأكل والشرب والتقاط الصور رفقة الكبار والصغار. وكان يوما في غاية الجمال والمتعة والراحة راجيا أن تكثّف الجزائر جهودها بالاهتمام بثروة الغابات التي تزخر بها وثروة الحيوانات قصد حمايتها ودراستها والانتفاع بها فيما يخدم السياحة والراحة والعلم.
12. مالفت انتباهي وأنا أجوب أعالي”بجاية” المؤدية إلى “الحصن” و”رأس الأسود” والقصور الشامخة المترامية عبر الجبال العالية أنهم يستفيدون من خدمات الغاز والكهرباء والهاتف والشبكة العنكبوتية، ما يدل على أن التنمية في الجزائر تشمل المناطق الريفية والجبلية عكس بعض الدول التي تركز في تنميتها على العاصمة فقط دون المناطق الملاصقة لها حتى لا أقول المناطق البعيدة عنها. والذين زاروا الدول العربية من الجزائريين يعرفون ذلك جيّداً.
13. ترقبوا الحلقة السّابعة بإذن الله تعالى.