الاحتلال الإسرائيلي لا يعرف الإنسانية
تاريخ النشر: 28/03/20 | 9:00إن الحكومة الفلسطينية اخذت على عاتقها محاربة وباء كورونا واتخاذ الإجراءات المناسبة وستواصل واجبها تجاه أبناء الشعب الفلسطيني في مدينة القدس باعتبارها عاصمة الدولة الفلسطينية وقد عملت على تقديم الخدمات لأبناء شعبنا فى جميع انحاء الدولة الفلسطينية لمواجهة مخاطر الوباء التاجي ومكافحة انتشاره بتوجيهات من الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء محمد اشتية حيث سارعت الجهات المختصة منذ بدء أزمة فيروس كورونا إلى تقديم كل ما هو ممكن لمساعدة السكان في الاراضي الفلسطينية سواء بالضفة او غزة وخصوصا بالقدس العاصمة عبر المؤسسات المختلفة بالرغم من المعيقات التي اوجدتها سلطات الاحتلال الاسرائيلي.
لقد أقدمت سلطات الاحتلال على ملاحقة واعتقال الشبان الفلسطينيين الذين قاموا بعمليات التعقيم في محاولة للحد من انتشار الفيروس وقاموا بمنع أي نشاط فلسطيني في مدينة القدس وتركوا العمال الفلسطينيين يواجهون مصير مجهول بالرغم انهم يعملون لدى شركات تابعة للاحتلال ومن الطبيعي ان يكون هذا العامل يخضع لمنظومة التامين الصحي وحقوقه كعامل يقوم بالعمل ولكن سلطات الاحتلال تركت العمال وقامت بطردهم في خطوة تعبر عن العنصرية والحقد الاعمى كما واصلت سلطات الاحتلال وفى خطوة مستهجنة وقامت بهدم المنازل في ضواحي القدس المحتلة ضاربين بعرض الحائط كل المعايير الاخلاقية والقانونية والإجراءات الدولية التي اتخذتها منظمة الصحة العالمية كإجراءات وقائية للحد من انتشار الوباء التاجي بين السكان وكان اكبر همومهم القيام بهدم المنازل وتشريد السكان وطرد العمال وملاحقة من يقدم الخدمات للسكان للحد من انتشار وباء كورونا.
انه في الوقت الذي يواجه فيه العالم فيروس كورونا فإن سلطات الاحتلال تستخدم الفيروس كغطاء لمخططاتها الخبيثة بإقامة المستوطنات والاستيلاء على الأراضي واعتقال وقمع المواطنين كما يحدث في العيسوية وسلوان ومحاولة فرض وقائع على الأرض من خلال ضم مستعمرة معاليه ادوميم وتنفيذ المشروع الاستيطاني المسمى (إي واحد).
ان مجمل القرارات الصادرة عن مؤسسات الاحتلال تهدف الي استمرار عزل مدينة القدس الشرقية بالكامل وترك سكانها لمصيرهم وأنه في الوقت الذي تمنع فيه سلطات الاحتلال المبادرات المحلية الفلسطينية لتقديم يد العون للفلسطينيين في المدينة من أجل الحد من انتشار فيروس كورونا بحجج ومبررات واهية ولا علاقة لها بالإنسانية فإن هذه السلطات ذاتها تتنصل من دورها كقوة احتلال تجاه السكان إذ انها بموجب القانون الدولي ملزمة بحماية السكان تحت الاحتلال من الأوبئة.
ان تلك المبادرات المهمة التي تم إطلاقها في الأيام الأخيرة من قبل العديد من المؤسسات العاملة بمدينة القدس لتقديم العون للسكان لمواجهة الفيروس وقيام المملكة الاردنية الهاشمية باتخاذ قرار مهم بإعفاء التجار من الرسوم المفروضة بهدف الى التخفيف من الاعباء الناتجة عن انتشار وباء كورونا حيث وجه جلالة الملك
عبد الله الثاني بإعفاء جميع مستأجري العقارات الوقفية الإسلامية التي تستوفيها الدائرة العامة لأوقاف القدس من دفع إيجار عقاراتهم عن سنة 2020 كاملة في خطوة تضامنية تعبر عن الدعم المستمر لصمود المقدسيين وعن روح الاخاء والمحبة والتعاون من مختلف الجهات لتقديم الخدمات من اجل مواجهة الفيروس ومنع تفشيه.
في ظل تصاعد اعمال القمع الاسرائيلية واستغلال وباء كورونا لممارسة الارهاب المنظم من قبل المؤسسات التابعة للاحتلال بات من الضروري والمهم قيام المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه الفلسطينيين تحت الاحتلال وخاصة في مدينة القدس الذين يواجهون فيروس كورونا واحتلالا إسرائيليا لا يعرف الإنسانية.
بقلم : سري القدوة