المطلوب في زمن الكروب
تاريخ النشر: 29/03/20 | 9:17إن الشدائد والكروب والأزمات التي تنزل بقوم أو شعب، مثل عدو يستبيح كل شيء أو وباء يهلك كل شيء، وما شابه، لا نتمناها ولا نحبها،ولكنها امتحان حقيقي لأفراد هذا المجتمع المكلوم، ليظهر تماسك أفراده وتعاونهم وتكافلهم ووحدتهم في مواجهة التحدي وطرح خلافاتهم جانبا لتخطي المحنة التي قد تأتي على كل شيء، عندها يكون الكل خاسرا ولا منتصر فيها اذا أسأنا التصرف وغفلنا عن مواجهتها بخطة مدروسة موحدة.
إن المحن إذا صحّت ضمائرنا وقوّت ثقتتا بربنا وعززت وحدتنا وقوّت شوكتنا وقربت بيننا لنعمل في المتفق عليه وابتعد كل فرد عما يؤذي ويصدّع بنيان مجتمعنا من آفات أخلاقية وتجاوزات وطنية واستغلال سيء لظروف الناس الصعبة، كانت منحة في حقيقتها وإن آلمت في ظاهرها بما لا نتمناه.
لعل الغيب يحمل لنا ما قد ينسينا أسماءنا، لا قدّر الله، فتجهزوا ليكون بعضنا عونا لأخيه في كل ما من شأنه أن يرفع من معاناته، ليتجلى فينا صدقا قول نبينا صلى الله عليه وسلم[ مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ]
دعوا التحليلات والنظر بسطحية، فالأهم أن نتجاوز المحنة بسلام أولا.
لنتكافل ماديا ومعنويا، ويقدم كل فرد بقدر استطاعته وتخصصه، ولا يقف أحد متفرجا أو آنتقدا أو أنانيا، وليترك كل منا أثرا طيبا.
مجتمعنا ملك الجميع وأمانة الجميع، وتقع مسؤولية حمايته ونهضته علينا جميعا ذكورا وإناثا، صغارا وكبارا، لا وقت لمعارك جانبية، وليسعنا الاحترام المتبادل وليتحمل بعضنا بعضا.
بقلم الشيخ حسام أبوليل