تطبيق صفقة القرن في ظل انتشار الوباء التاجي
تاريخ النشر: 31/03/20 | 9:48بقلم : سري القدوة
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعرض على حسابه في تويتر وبالرغم من انتشار الوباء العالمي كورونا ما اسماها خريطة فلسطين الجديدة والتي يسوق لها ويسعى لتمريرها في ظل دعمه المطلق لنتنياهو حيث قام بنشر تلك الخريطة باللغة العربية لدولة فلسطينية اسماها فلسطين الجديدة يمزقها الاستيطان والاحتلال ويستحيل أن تجمعها الجسور والأنفاق وبعاصمة خارج حدود القدس كما رسم جدار الفصل العنصري الاسرائيلي وفي مناطق تشمل كفر عقب وشرق شعفاط وبلدة أبو ديس وهي دويلة تجمع الفلسطينيون على وصفها بكيان حكم ذاتي في إطار نظام فصل عنصري تقيمه دولة الاحتلال فوق الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ويستمر المشهد الاستيطاني على الارض وبعد نجاح تحالف اليمين المتطرف الاسرائيلي بالإسراع في تطبيق هذه الخريطة بعد ضم مدينة القدس ومناطق غور الأردن وشمال البحر الميت والمستوطنات ضمن حدود دولة الاحتلال وفرضها على ابناء الشعب الفلسطيني ضمن خطوات التنازل عن حق العودة الى ديارهم التي شردوا منها وإنهاء مطالباتهم واعترافها بدولة الاحتلال كدولة قومية لما يسمى الشعب اليهودي والاعتراف بالقدس الكبرى عاصمة موحدة وأبدية لدولة الاحتلال.
اننا في مرحلة لا مجال فيها للحياد مع من يريد تصفية القضية الفلسطينية والمشروع الوطني الفلسطيني حيث تستمر مخططات الاحتلال للنيل من الشعب الفلسطيني مستغلة انتشار وباء كورونا القاتل للعمل مع بعض الهياكل العميلة والهزيلة لإعلان المؤامرة والإسراع في تطبيق بنود صفقة القرن على حساب الحقوق الفلسطينية والعمل على دعم ما تم اتخاذه من اجراءات لتمرير مخطط التصفية ومحاصرة العمل الوطني والمؤسسات الفلسطينية وخاصة في القدس ومدن الضفة الغربية.
في مثل هذه الظروف بات الشعب الفلسطيني بحاجة ماسة الان وأكثر من أي وقت مضى الى الحرص واليقظة والى المزيد من الالتفاف حول قيادة الشعب الفلسطيني لإفشال مؤامرة القرن التي تسعى لتصفية المشروع الوطني وأننا هنا وفي هذا المجال نقدر ونثمن عالياً مواقف المملكة الاردنية الهاشمية الصلبة والشجاعة بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين الذي يتخذ موقفا مشرفا هو وحكومته وبرلمانه وشعبه الشقيق لمواجهة كافة المحاولات التي تستهدف الحقوق الفلسطينية والنيل من المقدسات الاسلامية والمسحية والحقوق التاريخية في القدس الشريف وما لهذه المواقف من اثار بالغة الاهمية في تعزيز صمود ابناء الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة.
ان طريق السلام المزعوم الذي اعلنه ترامب ونتنياهو ما هو الا وصفة للحرب وإشعال المزيد من النيران في المنطقة فلا سلام دون القدس عاصمة للدولة الفلسطينية ذات السيادة على كامل اراضيها ولا سلام دون عودة اللاجئين الى ديارهم ولا سلام دون انهاء الاستيطان بكل مظاهره وصوره من كافة الاراضي الفلسطينية المحتلة ولن يتحقق السلام الا وفقا للمرجعيات الدولية وليس وفقا لخطة ترامب الخارجة على القانون الدولي وتلك المرجعيات وضرورة الالتزام بقرارات القمم العربية ومبادرة السلام العربية القائمة على تحقيق السلام العادل والشامل والدائم بالمنطقة على اساس اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها مدينة القدس وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين وفقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة وان القيادة الفلسطينية مطالبة بضرورة التحرك السياسي والدبلوماسي العاجل وعدم الانتظار والمطالبة من الدول العربية والإسلامية التحرك لإفشال ورفض ما يسمى صفقة القرن التي تسعى لتصفية الحقوق الفلسطينية غير القابلة للتصرف خلافا لقرارات الشرعية الدولية وإحكام ومبادئ القانون الدولي .