أهمية «التعاون الدولي» لمواجهة الوباء التاجي
تاريخ النشر: 03/04/20 | 6:52بقلم : سري القدوة
مدن مزدحمة أصبحت فارغة بسبب كورونا بيت لحم مدينة مغلقة وعند الكعبة صلى حشد أصغر يدعو الله لإبعاد الوباء ووفاة وإصابة شخصيات سياسية ومسؤولين كبار في اغلب دول العالم بسبب الفيروس وانهيار قطاعات السياحة والاتصالات والمواصلات وتوقف شركات الطيران والموانئ والمطارات عن العمل ومنظومة العلاقات الدولية وتوقف الحياة بين الدول ويلحق انتشار وباء كورونا خسائر فادحة في التجارة والتعاون الاقتصادي بين الصين والعالم العربي ولن يقتصر ذلك على تراجع حضور المنتج الصيني في الأسواق العربية فحسب بل تسبب في إلحاق الأضرار البالغة في المنتوجات المحلية وتراجعها مما يعرضها للخطر الفادح.
ان بيع منتجات مكافحة الوباء والأجهزة الطبية الخاصة بتقديم العلاج الطبي والمستلزمات الوقائية وأجهزة الفحوصات في السوق السوداء على المستوى الدولي يعد جريمة كبيرة نكراء لا يمكن ان تمر بدون عقاب ويثبت سقوط تلك المنظومة الدولية القائمة حاليا والتي لا تحقق ادنى مستويات التضامن الدولي في وقت الحروب وما نتج عن سلوك غير اخلاقي وغير انساني يندى له الجبين جراء قيام بعض الشركات الكبرى والدول الى احتكار ما يخص الوباء التاجي وبيعها في السوق السوداء ناهيك على استغلال بعض الدول الي حاجة الانسان للمواد الغذائية وقيامها برفع الاسعار الدولية مما يتعارض مع حقوق الانسان الذي يتطلع الي ضرورة توفير حياة كريمة وضبط السلوك التجاري الدولي وفرض قيود عالمية على طبيعة الاستيراد والتصدير وتبادل المنتجات بين الدول وفقا للمنظومة الدولية وحاجيات الدول لمواجهة مخاطر تزايد الانتشار للوباء القاتل مع اهمية التعاون الدولي لمواجهة هذا الوباء والإسراع في تبادل المعلومات والبحوث الطبية بين الدول للتوصل الي دواء يخلص البشرية من مخاطر هذا الوباء وعدم احتكار انتاج دواء لدولة بحد ذاتها لتحقق الخصخصة والاحتكار للمنتج على حساب البشرية والعلاقات بين الشعوب والدول .
العالم بات يشهد أول التبعات السلبية للفيروس التاجي حيث ظهر تراجع سعر برميل النفط بمعدل 2 إلى 6 دولارات للبرميل منذ اندلاع أزمة فيروس كورونا وهو الأمر الذي يعني تراجع مداخيل الدول العربية النفطية وسيزيد الوضع تعقيدا لتراجع الطلب على النفط من الناحية الكمية بسبب توقف الإنتاج في مناطق إنتاجه وتراجع حركة السفر والتجارة ومن تبعات ذلك ارتفاع تكاليف مستوى المعيشة وتراجع القوة الشرائية لفئات الدخل المحدود والطبقة الوسطى العربية التي اعتادت على استهلاك المنتجات الصينية الأنسب سعرا مقارنة بالمنتجات الأوروبية والأمريكية واليابانية المشابهة .
في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها المجتمع الدولي والبشرية جراء جائحة فيروس «كورونا» بات من الضروري العمل على توحيد كل الجهود الدولية في بوتقة واحدة وانضمام الجميع لمواجهة هذا الوباء والتخلي عن الحدود والحواجز وضرورة العمل من خلال الإبداع والتضامن الإنساني الدولي لمواجهة هذا الوباء العالمي والذي يتطلب استجابة عالمية سريعة واتحاد وتعاون وتكاتف بين جميع قادة العالم والانطلاق لتشكيل اكبر تجمع وتحالف دولي لمواجهة فيروس كورونا القاتل الذي أوقف حياة البشرية ويعرض مستقبلها للدمار الشامل اذا لم يتم ايجاد له علاج مناسب وما من شك ان معركة محاربة الفيروس التاجي والذي يتسارع في الانتشار على المستوى العالمي اجمع بات يحتم على الجميع خلق فرص التضامن والتعاون وإيجاد قواعد عمل دولية وتدارس اليات العمل للتضامن والتعاون الدولي لمواجهة هذا الوباء .