تحية للباحث الفلسطيني عبد العزيز أمين عرار
تاريخ النشر: 03/04/20 | 15:12بقلم : شاكر فريد حسن
معرفتي بالصديق الكاتب والباحث الفلسطيني الأكاديمي عبد العزيز أمين عرار، تعود إلى اكثر من أربعين عامًا، حيث كنا تبادلنا الرسائل لدة سنوات، التي ما زلت احتفظ بها بين أوراقي المطوية حتى الآن. ولكن ظروف وهموم الحياة والانتفاضات المتتالية والقيود الاحتلالية حالت دون اللقاء والتواصل، حتى التقينا مجددًا بعد هذه السنوات الطوال على صفحات الفيسبوك.
عبد العزيز أمين عرار باحث ومشرف تاريخ ومحاضر جامعي، من بلدة كفر ثلث، قضاء قلقيلية في الضفة الغربية، وعضو جمعية المؤرخين الفلسطينيين ومؤسسات عديدة، عمل لدى وزارة التربية والتعليم الفلسطينية. وهو صاحب مشروع تاريخي وطني وجمعي في حفظ التاريخ والمكان الفلسطيني، من خلال التورخة وكتابة البحوث التاريخية حول القرى الفلسطينية المدمرة والمهجرة والقائمة، والآثار الفلسطينية، والتراث الشعبي الفلسطيني، والأغاني الشعبية الفلسطينية ودورها في حركة التحرر الوطني.
وله في هذا المجال عشرات الأبحاث وعدد من الإصدارات والمؤلفات المطبوعة، منها بحثه عن قرية خريش، وكتابه ” دور فلاحي منطقة جبل نابلس ومناطق أخرى في الثورة العربية الفلسطينية الكبرى 1936- 1939 “، إضافة إلى أبحاثه الهامة والقيّمة عن قريته ومسقط رأسه كفر ثلث، التي يقول عنها : ” لقرية كفر ثلث جملة مزايا معبرة عن أصالة وعراقة وجذور ممتدة في أعماق التاريخ العربي الكنعاني، ولها صورة ربيعية جميلة رسمت بصورة الوطن الجميل بأزهاره وثماره وينابيعه، وفيها تتجلى في هذا الربيع أزهار اللوز وعبق الياسمين واخضرار الزيتون، ويتحداها جدار الموت والكراهية، جدار الضم والعنصرية، جدار التجويع، جدار النكبة الثالثة “.
وأعمال عبد العزيز عرار تندرج في سياق البحث التاريخي، وتعتمد التوثيق والتجميع واعادة ترتيب للوقائع وتوظيفها في خدمة قضية النضال والتحرر الوطني لشعبنا الفلسطيني. وتنصب جهوده هذه في تقديم مادة تاريخية توثيقية عن القرية الفلسطينية وحياة شعبنا الفلسطينية عبر تاريخه الممتد، وصون تراثنا وتاريخنا الفلسطيني وحمايته من الطمس والتشويه والتذويب والتزوير، وكل ذلك بأسلوب كتابي موضوعي وعلمي في سياقه التاريخي وبلغة رشيقة محببة قريبة للذوق الشعبي.
وباختصار، أبحاث عبد العزيز أمين عرار تؤرخ للرواية الفلسطينية وتحفظ الذاكرة الحية لشعبنا الحالم بالحرية والاستقلال وهي إسهامات جادة وهادفة وتشكل إضافات نوعية وكمية للمكتبة الفلسطينية وللبحث التاريخي.
فللصديق الكاتب والباحث عبد العزيز أمين عرار التحية الخالصة، ونثمن دوره ومساهماته التوثيقية التاريخية، ونتمنى أن يحقق غايات مشروعه البحثي، وله الحياة.