جانحة كورونا
تاريخ النشر: 04/04/20 | 12:28بقلم : شاكر فريد حسن
لم يحدث من قبل على امتداد التاريخ البشري مثل هذا الحجر والعزل الصحي في البيوت لفترات طويلة متواصلة، لا أحد يعرف متى وكيف تكون النهاية. وكل ذلك بسبب فيروس صغير لا يرى في العين المجردة، عمّ المعمورة ويضرب في كل الاتجاهات، ويفتك بالآلاف المؤلفة من البشر، دون التوصل حتى الآن لعلاج له، بالرغم من غزو الفضاء، والتقدم العلمي والتكنولوجي الذي حصل خلال العقود السابقة.
لقد عرى هذا الفيروس النظام الرأسمالي العالمي المتوحش، وكشف عيوبه، وتقصيره في توفير الموارد والتجهيزات للقطاع الصحي، خصوصًا الصحة الأولية والوقائية، وأظهر السياسات النيوليبرالية والعنصرية والشعبوية التي يجب الحاق الهزيمة بها.
ولن يمر هذا الوباء دون تغييرات في السياسات، ودون احداث ثورة كبرى تحقق إصلاحات جذرية شاملة للنظام السياسي العالمي بكل جوانبه الاقتصادية والاجتماعية والصحية.
العالم بأسره يعيش الآن، ويخوض معركة شرسة ضد الوباء الكوروني المستجد، الذي لا يفرق بين صغير وكبير، ولا بين غني وفقير، ولا بين هذه الطائفة أو تلك. وإننا في هذه اللحظات أمام امتحان للإنسانية جمعاء، والشعوب قاطبة.
وعليه، فإن العالم أجمع مطالب بالتضامن الأممي في مواجهة هذا الوباء الذي يشكل خطرًا حقيقيًا على مصير البشرية ويودي بحياة الآلاف بل الملايين من بني البشر. فضلًا عن الخسائر الاقتصادية المتعاظمة نتيجة هذا الواقع المأساوي، وتفاقم البطالة في المجتمعات، وتردي أحوال واوضاع الشرائح المجتمعية المعيشية والاقتصادية، وحالة الشلل التي باتت حالة كونية.
كلنا املنا أن ينتهي هذا الوباء المدمر، وتتجاوز البشرية الخطر الداهم، وتنعم شعوب الكرة الأرضية بالسلامة والصحة والامن والعدل، وان يتوصل العلماء إلى علاج لهذا الفيروس الخطير، الذي بات الظاهرة الأكبر والعنوان الأبرز في وسائل الاعلام، والخطر الحقيقي الذي يواجه البشرية كلها، لأجل انقاذ العالم وحياة الناس، ويعيد الثقة بالعلم، ويجدد الإيمان والثقة بعالم أفضل خالٍ من الحروب والدمار والأوبئة ومن الكورونا.