ربّ ضارّةٍ نافعة!
تاريخ النشر: 05/04/20 | 6:40د. محمود أبو فنه
تواجه البشريّة هذه الأيّام جائحة فيروس الكورونا، وهناك
من يحلو له أن يعدّد الإيجابيّات التي ترافق هذا الوباء الفتّاك،
منها: تكاتف الدول والشعوب لمواجهة أعراض هذا الداء،
صحوة الضمائر والدعوة لمساعدة المصابين أفرادًا وشعوبًا،
تخصيص الميزانيّات الضخمة للعلماء والمختبرات لتكثيف
جهودهم والتوصّل لإيجاد مصل يعالج ويقضي على هذا الفيروس،
تعزير أواصر اللحمة والتعاضد في داخل الأسر الملتزمة في البيوت،
التجديد في أساليب التعليم وخاصّة كلّ ما يتعلّق بالتعلّم عن بعد،
تأكيد الناحية الروحية وتعزيز الإيمان بقدرة الباري وحكمه…
رغم تلك الإيجابيّات وغيرها فهناك الساخطون والمتذمّرون من هذا الوباء، ويردّدون العديد من المساوئ والسلبيّات، منها:
الآلاف المؤلّفة من ضحايا هذا الفيروس الذين تعجّ بهم المشافي، أو تمتلئ بهم القبور ممّا يضاعف الأحزان والآلام.
وهناك الملايين من الناس الذين فقدوا مصادر رزقهم وقوت يومهم،
ولا ننسى المليارات الضخمة التي تكرّس لمواجهة هذا الوباء وتبعاته
والتي كان من الممكن والمفضّل أن تخصّص للمشاريع الاقتصاديّة والعمرانيّة لتنتشل الملايين من براثن الفقر والجوع والبطالة.
أضف إلى ذلك ما يعانيه الأفراد والأسر من الحجر والوحدة الخانقة المملّة!
أمام ما ذكر من إيجابيّات ومن سلبيّات لهذا الداء القاتل يقف الإنسان حائرًا متسائلًا، هل تنطبق عبارة: “ربّ ضارةٍ نافعة” على ما نواجه من نتائج وتبعات فيروس الكورونا؟!
طرح يثير التفكير والتأمّل في مواجهة الكورونا!