“طبانوراما مشوّشة للهاوِية”/ “خوفه من كورونا يمنعه من أجواء الحُبّ” بقلم عطا الله شاهين
تاريخ النشر: 09/04/20 | 10:34بانوراما مشوّشة للهاوِية
عطا الله شاهين
وراء غمام سمج لدينا حزن
وجوٌّ مدنس بالرعب
بنشوةٍ مخيفةٍ نولج في غبش القيعان
نبحث عن بداية الحياة
وعن حسّنا الأجشّ في ترتيل مبتذل
عيشنا يحاكي لمعانا يختفي في سرداب حالك
او طائرة تلعب على ظهر الريح
بانوراما بعد الأخرى..انظر إلى الدنيا
في فيلم على حائط المأوى
ترنيمات أفول القمر الكامد
صدى وقع سير الأقدام في حارة موحشة
الرياح العليلة بكحةٍ مُبهمين
هناك سحنات يثيرها زجاج واجهات لبنايات عالية
أفواه تصرخ نحونا من مرتفعات الهاوية
ليتنا تأملنا السريرة وهاويتها
ليتنا ألنّا الأمل لِماماً
وأصغينا لخوف حارس السماء في أسبارنا
لبقيت الدنيا متيّمة في الغمام
بدون لونه الرمادي الذي ينهك ستائرها
هذه الدنيا قلعة من أحزان
لا تنوح البتة..
هذه الدنيا تئن ازليّا
تئن كالوُجود..
_________________________
خوفه من كورونا يمنعه من أجواء الحُبّ..
عطا الله شاهين
لا شك بأن جائحة كورونا أثّرت على العلاقات بين العاشقين، وبين الأزواج بسبب هاجس كورونا، وفي أحدى الليالي مكفهرة نظر رجُلٌ الى امرأته بنظرة حزن، وقال لها: لا ترغبيني في زمن كورونا، ليس لأنني لم أعد أحبكِ، كما كنت قبل ظهور كورونا
أو أنني نسيتكِ تماما، لكن لربما الفيروس اللعين تسلل إلى رئتي عند تحليقه في الهواء،
رغم انني لم اخرج من البيت منذ إعلان عدوى فيروس كورونا وباء، ولهذا لا أرغب في أن تمرضي
من باب الاحتياط تحملّي رغبتك حتى تحل عنا هذه الجائحة..
كانت نظراتها تشير بأنها ترغبه، فقال لها أرجوك انسيني في هذه الأيام..
لكن كوني على يقين بأنني ما زلت أحبك، فعندي هاجس من كورونا يمنعني من الدنو منك، لم ترد عليه امرأته العابسة،
وبقيت تنظر صوبه بنظرات حب كان يعي تماما ماذا تريد منه لكن هاجسه من كورونا كبحه للدنو منها ..
اخرج الرجل الضجر من القعود في البيت سيجارة من علبة الدخان الاخيرة، وأشعلها ونفث دخانها في الهواء،
وقال : أعلم بما تشعرين به، ولكن لا أستطيع منحكِ ما تريدينه الآن، فأنا أحزن على حالتك ..
فما بعد كورونا أعدك بأنّ أجواءَ الحُبّ ستعود، فها كورونا يمنعني من أجواء الحب، فانتظري زوال الوباء، وعندها ستعلمين كم أنا أحبكِ..
كانت تنظر صوبه بصمت مجنون، لكن عينيها كانتا حزينتين، وفي ذات الوقت تواقتين لزمنٍ من الحُبّ..