نبض في جوف محارة
تاريخ النشر: 09/04/20 | 19:32كتب : شاكر فريد حسن
الصديقة العريقة المعتقة كعنب الخليل، الشاعرة والقاصة والأديبة المعروفة بين القراء والأوساط الأدبية والثقافية والإعلامية، ابنة الناصرة وطيرة بني صعب، شوقيه عروق منصور، كانت قد أصدرت في العام 1981 كتابًا اختارت له عنوان ” النبض في جوف محارة “، صمم غلافه الأستاذ فوزي ناصر، المرشد السياحي المعروف، ويضم مجموعة من الخواطر الوجدانية والهمسات الليلكية المكتوبة بحبر القلب ومداد الروح والنبض الداخلي، تقطر شهدًا ورقة واحساسًا عفويًا، وتمطر صدقًا وبوحًا شفافًا ناعمًا عذبًا.
تذكرت هذه الخواطر وهذا الكتاب الذي يزخر بالأحاسيس والعواطف الجياشة، وبالهمس الرقيق الساحر، بعد أن قرأت مقالها الرائع والماتع ” رسائل الكبار تحت رماد العشق “، الذي نشرته في عدد من مواقع الشبكة العنكبوتية.
ولنقرأ ما كتبته شوقيه على الغلاف قائلة : ” ظللت ارسلُ رسائلي دون أن أعرف عنوانك.. أحدثك عن بيتي، عن لون المطر في بلادي .. عن كل يوم عادي في حياتي .. لديّ رغبة جامحة الآن في أن ألمس أعماقك .. أتشبث بطفولتك حتى لا تضيع طفولتي .. ليس ذنبي انني كبرت . رغمًا عن أنفي ركضت أيامي .. تسلق عمري جدار الزمن .. تعال نرقص في ليلة قمرية لأننا خرجنا من عنق الزجاجة التي كنا نعيش فيها .. عن عصفورين لا يروقهما النعاس لا يروقهما الخضوع .. متمردان .. فدعونا نكبر .. شفقية أنا .. يرفضني المدى يرفضني السفر .. حتى لون ورق الشجر يهرب إلى بعيد حين المسه .. قوافل الحزن تبدأ السير .. ها انا أخرج من بين ضلوعك كالفجر الهارب “.
خواطر شوقية هي لوحات ربيعية زيتية خرجت من بركان روحها المتأججة، بكلمات وهمسات دافئة نابضة تزخر بالمشاعر الإنسانية. إنه كتاب وردي ممتع يستحق القراءة في زمن الكورونا، كي ننسى حاضرنا وقلقنا الوجودي وأرقنا الليلي، ونحلّق في فضاء الأحلام الجميلة، ونعيش سويعات ولحظات من الفرح في عالم مختلف يطفح بالحب وعشق الحياة والوجود والمرأة والإنسان، ونمضي معها في ” رحلة الموانئ الهاربة، والينابيع الباحثة عن مصبها، رحلة الانهر الجائعة “.
وتحية مودة نيسانية لشوقية عروق منصور صديقتنا وأديبتنا ذات الحضور الواثق الطاغي في المشهد الثقافي الإبداعي في وطننا الحبيب، ولها الحياة المديدة والعطاء المتواصل.