جرثومة صغيرة غيّرت مجرى حياة الإنسان
تاريخ النشر: 09/04/20 | 22:48عطا الله شاهين
لا شك بأن الدول العظمى تفاجأت من فيروس صغير جعل اقتصادها يتهاوى في ظل عدم السيطرة
على جرثومة غيرت مجرى حياة الإنسان، هكذا هي الصورة بعد مائة يوم على ظهور فيروس كورونا كوفيد ١٩
الذي تسبب في شلل لحياة البشر، وأقعدهم في بيوتهم، فلعلّ هذه الجرثومة ستعيد حسابات البشر في تعاملها مع الأرض،
التي تلوثت بدخان المصانع، وخربت طبقة الأوزون، وغيرت من المناخ الأرضي بسبب عدم التوازن البيئي
في ظل ما تفعله البشرية بكوكب يجب الحفاظ عليه، فالله عز وجلّ منحنا هذا الكوكب لنحافظ عليه،
فهذه الجرثومة غيرت مفهومنا للحياة، ولا يمكن ان تستمر البشرية على ما هو عليه بعد درس كورونا،
فنحن رأينا كيف تعاملت الدول الأوروبية مع كورونا، فكان تعاملها مع هذه الجرثومة باستهتار،
ما أدى إلى دمار اقتصادها، ومات الكثير من الأوروبيين من تفشي كورونا في كل الدول الأوروبية تقريبا،
اما الدول العظمى اعتقدت بأنها ستهزم الفيروس بسرعة، لكنها فوجئت من انتشاره السريع
بعد أن تأخرت في اجراءاتها منذ البداية لمنع انتشاره، أما الصين بعد ١٠٠يوم على انتشار الفيروس على أراضيها
اتخذت اجراء عزل ووهان، وعزلت سكانها قرابة ال ١١ مليون، وتمكنت في النهاية من الانتصار على كورونا
وتراجعت حدة الاصابات على اراضيها، وتعافت مدينة ووهان تماما، فالصين البلد الوحيد من البلدان
التي تعاملت مع كورونا بحكمة وعقلانية، وعملت بصمت، واستجاب مواطنوها لتعليمات حكومتهم
عبر ثقافة شعبهم في تصديق ما يقوله الحزب الحاكم في الصين، ومن هنا لا يمكننا سوى أن نحترم بلدا
مثل الصين في تعاملها مع الوباء بكل حكمة، رغم الإصابات، التي سجلت على أراضيها.
فلا شك فإن كورونا الفيروس القاتل الصامت انتشر بسرعة البرق في كل الدول، ما غير من حياة الإنسان
وكبد الدول خسائر تقدر بخمسة تريليونات دولار، وهذا الرقم مخيف، ومن هنا على دول العالم أن تتكاتف
لمحاربة هذا الفيروس، الذي دمر اقتصادات العالم، وتدعيات ما بعد كورونا أكبر مما نتصور
من حدوث ركود عالمي للاقتصاد العالمي، فلربما هذه الجرثومة عبرة لنا نحن البشر
لنعيد اهتمامنا بكوكبنا، الذي منحنا الله لنا لنحافظ عليه، لا ان نفسده بطمعنا الإنساني
فهذه الجرثومة كما نرى غيرت مجرى حياة الإنسان، واقعدته بيته، فهل سيتعظ البشر من هذا
الوباء ويفكرون في حياة بلا حروب وقودها دائما الشعوب المغلوب على امرها..