“لا ملجأ بعد اليوم” قصة للأطفال بقلم :زهير دعيم
تاريخ النشر: 09/04/20 | 22:52قد اختلف مع بعضكم ، فأنا منذ سنوات عديدة انادي بأن كبار السّنّ يجب ان يعيشوا في بيوتهم وبين اولادهم وحفدائهم لا في الملاجىء الّا في الحالات القصوى جدًّا جدًّا جدًّاااااااااااااااااااااااااا..
من يتابع وضع الملاجىء في بلادنا لاحظ وقرأ وسمع عن موت اكثر من عشرين من كبار السن بالكورونا في الملاجىء..
لا ملجأ بعد اليوم
قصة للأطفال بقلم :زهير دعيم
شادي ابن السابعة ، طفل حزين جدًا في هذه الأيام ، يبكي كلّ الوقت بهدوء وصمت ، ويرفض أن يتناول طعامه كما كان يفعل ، حتى عصير البرتقال الطبيعيّ الذي كان يحبّه لم يقربه.
حاولت أمّه أنّ تُخفِّفَ من حزنه ، فعانقته وضمّته إلى صدرها ولكن دون جدوى ، واشترى له أبوه درّاجة حمراء جميلة لعلّه ينسى، ولكن دون فائدة ، فظلَّ حزينًا ، باكيًا ينظرُ إلى البعيد ويُفتِّش في الحديقة وغرف البيت وينادي : ” جدّي …جدّي ..أين أنتَ ؟” ويروح يسأل : لماذا …لماذا أرسلتم جدّي إلى الملجأ ، فأنا احبّه ، أحبّ قصصه وحكاياته ، وأحبّ مرافقته في مشاويره ، أريده أنْ يعود إلى البيت.
وتمسح ألامّ دموع وحيدها وتقول : … انها الظروف يا حبيبي ، لعنَ الله الظروف ، ولكن اطمئن فقريبًا سوف نأخذكَ إليه ، فالملجأ لا يبعد كثيرًا عن بيتنا ، انّه بجانب مدرستكَ يا شادي..قريبًا يا بُنيّ سنزوره أنا وأنت وأبوك ، وسنأخذ له في عيده كعكةً جميلة لذيذة.
انّه قريب من المدرسة ….هزَّ شادي رأسه ثُمَّ صمت ، ونام تلك الليلة نومًا هادئًا.
وفي الصّباح استيقظ على غير عادته في الأيام الأخيرة ، استيقظ نشيطًا ، مرِحًا ، ففرك أسنانه ، وغسل وجهه ويديه وسرَّحَ شعره وتناول زوّادته وذهب إلى المدرسة.
رأى الوالدان ابنهما والبسمة تعود إلى مُحيّاه ، ففرحا كثيرًا وقالا: لقد نسيَ …لقد مرَّت المُشكلة على خير .
لذلك قرّرت ألامّ أنّ تُجهّز طعامًا شهيًا وعصير برتقال طبيعيًّا بهذه المناسبة الجميلة .
انتظرت الامّ وانتظرت ، فها هي السّاعة تُقارب على الثانية بعد الظهر ، وهو الموعد المُحدّد لعودة شادي من المدرسة .
ولكنّ شادي لم يَعُد ، وانتظرت الأمّ نصف ساعة ولكن دون جدوى ، فخَفَقَ قلبها هَلَعًا وقامت تُهاتف المدرسة ، فأخبرتها السّكرتيرة أنّ جميع الطلاب تركوا المدرسة عائدين إلى بيوتهم.
ازداد خوف الام وتضاعفت حيرتها ، أتتصلُ بزوجها المحامي
المتواجد في مكتبه أم تنتظر ؟ .
وقرّرت الانتظار نصف ساعة أخرى ، ولكن لا خبر، فها قد مضى أكثر من ساعة على انتهاء الدّوام المدرسيّ ، وشادي لم يَعُد ، وليس من عادته أنْ يفعل ذلك.
وأخيرًا قرّرت أن تتصل ، فابنهما ، وحيدهما أهمّ من ألف مكتب، وألف عمل !!
وحضر الزّوج إلى البيت سريعًا والقلق يملأ تفكيره ، كيف لا والفصل شتاء والسماء عابسة.
تشاور الزوجان ، أيخرجانِ إلى الشّوارع يبحثان عنه ، أم يتصلان بالشُّرطة ؟!
يا الهي ارحمنا صرخت الامّ ، أعدْ إلينا شادي ، أعده سالمًا فقد تعذبّنا حتى رأيناه !!!
ها هو جرس الهاتف يرنّ ، فيسرع الأب إليه ، ليصرخ بعد لحظات قليلة : شكرًا…شكرًا لله ، سآتي حالاً وسريعًا .
وبكت ألام من الفرح وهي تستفسر ، كيف ومتى وأين؟ والزوج يقول لها في السّيّارة سأخبرك بكلّ شيء هيّا أسرعي.
ركبا السّيارة. وفي الطريق أخبر الزوج زوجته بأن المُتصل ما هو الا الجدّ من الملجأ وشادي لديه ، فقد وجده البوّاب قبل لحظات بجانب بوّابة الملجأ ، والمطر يقطر من ثيابه.
########
وبعد أقلّ من ساعة واحدة عادت السّيّارة البيضاء إلى الحارة ، ونزلت منها الزوجة وزوجها يحمل حقيبة كبيرة ، ومن الباب الخلفيّ نزل الجدّ وهو يُمسك بيد حفيده والبسمة تملأ وجهيهما.
باقات من المنتور وشذا الورد والزّهور ، أزفّها ريّا ، لكم أخوتي في موقعنا الجميل ” بقجة” على خدماتكم الجميلة والجزيلة لمجتمعنا.. بوركتم وبورك عطاؤكم.. محبتنا من الجليل.