نقشٌ في الوحْدة
تاريخ النشر: 13/04/20 | 8:51نقشٌ في الوحْدة
عطا الله شاهين
تائهة في مملكة الرّبّ
مشعوِذة لوتْ روحها صديقاتها..
المتغطّيات بمعاطف ذات سُحب مشقوقة..
يا للعجب لم تطهّر كرْبها الأنهار العذبة..
ولا السحب المُشبعة بالمزنِ والمطر الدافئ ..
الكون طاقة تأوي المجرات
الروح بيداء هجرتها الاغواط
الأجرام لوحات بلا سماءٍ ولا ثقوب سوداء..
هي هكذا تتوه في الغسق من الصبوة..
الحُبُّ لعبة التابوهات في رغبة العتمة..
يا عتمة دامسة..
يا أحزان الاغتراب السمائي
من يسأل عنك في هذا الزمن؟
روحك تخرّ من حافة السماء
لا احد يرن على موبايلها الذكي الملقى على أريكة ممزقة..
تسقط عليك الوحشة من كل الأكوان الكفيفة..
هل للآيات كلام يحاكي سغبها الأزلي ؟
أم أن النصيب ليس سوى تكهنات
تختلقها الاشباح والشياطين العدوانية..
هل هي اهلة بدودٍ يقتات أحشائها؛
أو ان بدنها المتهدل جزيرة تركها القديسين؛
وغرقتْ من تسونامي
فأرسلتْ المدنفات شعرهن للهواء
كيف تشفى روحها من الحيّز
والأمد أسطورة أو خزعبلة بسيطة..
كيف تتغطى بلباس قطّعته العاصفة
متسولة باستحياء ترفع رأسها للمحيط
والمحيط تركته بواخر الولهين
والرياح قتام وعصافير هالكة
والمدى تحبسه الصبوة
منزوية لدرجة وحشة قاتلة
تمشي ويشيعها القتام والهواء
كل الامد عتمة حتى نهاية الكون
السماء معتمة مثل أرواح السّفّاحين
يأتي المساكين بمفردهم رافعين اكنافهم
كي لا تكتشف ارواحهم الصافية
تحت كرباج السارقين ورماح الغدّارين
اما زال القمر قاعدا على سلطانه
ام انهن ستروه بألبسة تشبه الزقتة
عملوا مطرا يسقط كعلقم جائر
فتتوا جوانبه
قتلوا احصنته الشاعرية بمطر بارد لا يجف
اقفلوا جميع الطرق
من جميع جهاتها
بدّلوا الجهات اضطرابا
حتى البعد ما رجع سوى
تراب وخداع..
لذيذة كالعسل
تنظر عليهن من حافة الروح
جاءت منزوية مثل راهبة
لابسة رداء العذابات المتوحشة..
ستفني هكذا منزوية كل المعصيات..
ليس للعتمة روح..
تخطو بمفردها إلى الوحْدة الغادرة
منزوية عن صديقاتها ..
وتغوص في الصمت
على هذا الارباك الأبدي..
_______________________