خواطر ابداعية بقلم عطا الله شاهين
تاريخ النشر: 16/04/20 | 11:34حين يتخلق إبداعي في رحم العزلة
عطا الله شاهين
في ظل الحجر العالمي، الذي يقبع فيه ملايين من الناس في منازلهم بسبب وباء كورونا، إلا أنني اراني استلذ في العزلة، وهناك اترك تفكيري حرا في التأمل في فلسفة الحياة، رغم أنني اميل هنا للعزلة الارادية، للاختلاء والتأمل لكتابة نص ابداعي، رغم انني لا أحبذ العزلة القسرية لأسباب عديدة..
فحين اختلي في عزلتي أراني بصحبة آخر أي ذاتي.. فهناك أرى إثنين في العزلة، التي يخيم عليها جوّ من الهدوء ..فهناك يكون الصمت بكل تجلياته .. هناك أسأل ذاتي عبر مخاطبة عقلي عن أفكار تجتاحني، رغم الضجر، الذي أشعر به في العزلة.. ففي العزلة اركّز في استحضار أفكاري دون ارباك، رغم ان ذاتي، التي تصاحبني في العزلة تبقى صامتة..
أحاول في عزلتي ان أشعر بالعلاقة التبادلية بين العواطف والفكر، وبين الفعل والتامل، فعند اتقاني للعزلة تتحقق الحساسية الجمالية، كما يقول الباحث انجيلو كارانفا..
فحين أكون في عزلتي لا بدّ لي أن استعين بالعواطف لئلا يكون الفكر عاجزا..
أرى بأن العزلة تعطي للمتدينين مثلا دربا للرّبّ، عزلة متجهة صوب تفكير ديني فقط..
فالقديس اوغستين مثلا تعلّم في عزلته بأن يسمع في قلبه كلمة الرب الصامتة حتى يسمو إليه ..
فخيالي في العزلة يظل مشغولا بترتيب افكاري نحو هدفي في كتابة نصّ جمالي فيه صور أدبية تبهر القراء..
ففي عزلتي احبّ التخلص من القيود التي يفرضها الآخرون، تماما مثل الفيلسوف الفرنسي ميشيل دي مو نتين حين عاش حياة رفّ عليها الهدوء..
فأنا ارى سعادتي في عزلتي، ليس لأنني لا أحبّ مخالطة الاخرين، بل لمعرفة سر الحياة عبر التأمل في قوة الخير وطرق هزم الشر.. فعزلتي سرّ سعادتي، فهناك اراني أرتب افكاري بطريقة صامتة، وذاتي تبقى معي صامتة، وكأنها توافق على مخاطبتي لها بصمت جنوني ففي العزلة يتخلق إبداعي وأراني كما أنا مختلفا في نصوصي رغم أنني أخاطب ذاتي بسؤال غريب عن معنى الحياة، إنه سؤال فلسفي يجعلني التعمق في ميتافيزيقا أسرار الكون، ولكن في العزلة أرغب في معرفة السر في تغلب الشر على الخير، رغم العلم الذي وصلنا إليه .
________________________
في العزلة أنا آخر ..
عطا الله شاهين
منذ زمن أحب العزلة كنمط حياة، ففي العزلة أراني مستلذّا من طقوسها، أجمل ما في العزلة الاصغاء للصمت وهدوء المكان، الذي أحب فيه التأمل، أو قراءة رواية دون ضوضاء تحت ضوء نيون، رغم اشعة الشمس النافذة عبر زجاج نوافذ غرفتي المكركبة، فعزلتي إرادية، لا لشيء فقط للاختلاء، والتأمل لقراءة رواية شدني عنوانها، أو ان الرواية لكاتب معروف، أو أنني ألملم في عزلتي أفكارا لكتابة نص مختلف، متمرد عليّ بصوره الجمالية ..
فحين اختلي في عزلتي أراني بصحبة آخر هو أنا آخر، أي ذاتي.. فهناك أرى إثنين في العزلة، فهناك يكون أصغي لذاتي ارتب فوضوية افكاري لصياغتها في عقلي في صمت مجنون.. هناك في عزلتي أسأل ذاتي من خلال مخاطبة أنا الآخر حول الأفكار، التي ألملمها لسردها بنصوصي، رغم الضجر، الذي أهزمه في عزلتي كلما حاول تشتيت أفكاري . ففي العزلة اركّز في استحضار أفكاري دون بصمت وهدوء، رغم ان ذاتي، التي تصاحبني في العزلة تبقى كما أنا مستنفرة لتجميع أفكاري ..
أحب الشعور بالعلاقة التبادلية بين العواطف والفكر، التي تأتيني في العزلة، وبين الفعل الذي أقوم به من وضع اللمسات الأخيرة على النص .
فحين أكون في عزلتي لا بدّ لي أن استعين لحظتها بالعواطف لئلا يكون الفكر في عقلي عاجزا عن التأمل في حالة شعور باللاوعي، ولهذا اظل مركّزا على عاطفة الكتابة، رغم تمرد أنا الآخر في لحظات متسرعة لبناء جمل النص، أو حين أرى أنا الآخر ينحاز للأنا..
فعزلتي تختلف عن عزلة المتدينين، فعزلتهم مثلا تعطيهم دربا للرّبّ، إنها عزلة متجهة صوب تفكير ديني عندهم فقط..
فالقديس اوغستين مثلا تعلّم في عزلته بأن يسمع في قلبه كلمة الرب الصامتة حتى يسمو إليه ..
ففي العزلة يظل خيالي مشغولا بأفكاري، التي أرغب في بوحها على على الورق بصمت وهدوء مثاليين.. .
___________________________
حين تكون العزلة سعادتي..
عطا الله شاهين
في ظل الحجر العالمي، الذي يقبع فيه ملايين من الناس بسبب وباء كورونا، إلا أنني اراني استلذ في العزلة، وترك تفكيرا حرا في التأمل في فلسفة الحياة، رغم أنني اميل هنا للعزلة الارادية، للاختلاء والتأمل لكتابة نص ابداعي، رغم انني لا أحبذ العزلة القسرية لأسباب عديدة..
فحين اختلي في عزلتي أراني بصحبة آخر أي ذاتي.. فهناك أرى إثنين في العزلة، التي يخيم عليها جوّ من الهدوء ..فهناك يكون الصمت بكل تجلياته .. هناك أسأل ذاتي عبر مخاطبة عقلي عن أفكار تجتاحني، رغم الضجر، الذي أشعر به في العزلة.. ففي العزلة اركّز في استحضار أفكاري دون ارباك، رغم ان ذاتي، التي تصاحبني في العزلة تبقى صامتة..
أحاول في عزلتي ان أشعر بالعلاقة التبادلية بين العواطف والفكر، وبين الفعل والتامل، فعند اتقاني للعزلة تتحقق الحساسية الجمالية، كما يقول الباحث انجيلو كارانفا..
فحين أكون في عزلتي لا بدّ لي أن استعين بالعواطف لئلا يكون الفكر عاجزا..
أرى بأن العزلة تعطي للمتدينين مثلا دربا للرّبّ، عزلة متجهة صوب تفكير ديني فقط..
فالقديس اوغستين مثلا تعلّم في عزلته بأن يسمع في قلبه كلمة الرب الصامتة حتى يسمو إليه ..
فخيالي في العزلة يظل مشغولا بترتيب افكاري نحو هدفي في كتابة نصّ جمالي فيه صور أدبية تبهر القراء..
ففي عزلتي احبّ التخلص من القيود التي يفرضها الآخرون، تماما مثل الفيلسوف الفرنسي ميشيل دي مو نتين حين عاش حياة رفّ عليها الهدوء..
فأنا ارى سعادتي في عزلتي، ليس لأنني لا أحبّ مخالطة الاخرين، بل لمعرفة سر الحياة عبر التأمل في قوة الخير وطرق هزم الشر.. فعزلتي سرّ سعادتي، فهناك اراني أرتب افكاري بطريقة صامتة، وذاتي تبقى معي صامتة، وكأنها توافق على مخاطبتي لها بصمت جنوني..
____________________
روتين كوروني
عطا الله شاهين
مرّ على تغييرنا عن روتيننا الحياتي السابق فترة من الزمن، بسبب وباء كورونا، ومنذ تفشي كورونا عندنا بات روتيني مغايرا من إحباط وكسل ونوم ..أشاهد كل يوم الايجازات الصحفية عن آخر مستجدات كورونا في فلسطين المحتلة .. اسرح أحيانا في الجبال والأودية ..أجلس في الطبيعة لقتل الوقت كل يوم .. انكش أرضي ..أنظف بيتي.. أقرأ كتبا ..أكتب نصوصا .. أرمم بيتي، وهكذا أبدد وقتي، فكورونا جعل روتيني مختلفا عن روتين سابق كنت أعيشه، ففي روتيني الكوروني هناك أشياء يمكن فعلها للاستفادة من الوقت، لكن هذا الروتين الكوروني يتعبني، ليس لأنني أعمل في بيتي أعمالا تحتاج لقوة فيزيائية تطلب مني جهدا لتنفيذها، بل لأنني أتوق لروتيني السابق..
فمن كورونا تغيّر نمط حياتي من سهر وقلق وإحباط ، ولكن كل الأخبار؟ التي اسمعها عن كورونا تربكني، وهذا ما يجعلني أعيش في روتين قاتل من كورونا وأخباره، التي تسم البدن، فمتى سأخرج من روتين كورونا؟ فالصورة تبدو قاتمة، فلا يوجد أمامي إلا انتظارا لرؤية الأمل بعودة الحياة إلى زمن ما قبل كورونا.. فالروتين الكوروني غيّر حياتي، رغم أنني أبدد مللي كل يوم بأشياء أفعلها، ولو أن الحالة النفسية باتت تربك حياتي، لكن لا يوجد عندي سوى الانتظار حتى أعود إلى روتيني السابق..