يوم الأسير الفلسطيني وإرادة التحدي والصمود
تاريخ النشر: 18/04/20 | 10:46بقلم : سري القدوة
اعتقلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قرابة خمس الشعب الفلسطيني في سجونها خلال فرض سيطرتها العسكرية واحتلالها للمدن الفلسطينية ومارست القمع والقتل بحق المعتقلين وتصر على إبقاء اكثر من خمسة آلاف معتقل فلسطيني وعربي في سجونها بشكل غير لائق حيث الاكتظاظ والحشر وممارسة العنصرية وعرقلة مكافحة الحكومة الفلسطينية لفيروس كورونا ووضع العراقيل وإعاقة التدابير التي تتخذها من اجل مكافحة الوباء وفي الوقت نفسه تتخذ اجراءات لمكافحة الوباء لدى الإسرائيليين فقط دون اي اعتبار للآخرين في خرق لكل القيم الانسانية والمعايير الدولية.
تعد قضية الأسرى من القضايا الأكثر اهمية نضالية وتأتي ذكرى الاسير الفلسطيني لتكون مناسبة للفت الانتباه والتعبير عن التضامن مع الاسرى الابطال في سجون الاحتلال وهي مناسبة لا بد منها للعمل على لفت انتباه العالم وعلى كافة المستويات السياسية والإعلامية والجماهيرية والدبلوماسية لتلك السياسة التي ينتهجها الاحتلال الاسرائيلي بحق الاسرى وممارسات الاحتلال التي باتت واضحة انها تستغل انتشار فيروس كورونا من اجل ان يكون سلاح ضد شعب فلسطين داخل المعتقلات وخارجها وهذا يتوافق مع عقيدته الاحتلال العنصرية والإرهابية المعبر عنها ايضاً بالمجازر الاجرامية التي تم ارتكابها بحق ابناء الشعب الفلسطيني ومن الملاحظ ان سياسة الاحتلال تتركز الان على نشر وباء كورونا واستغلاله بين الاسرى حيث تعمد على مخالطة ضباط المخابرات الإسرائيلية المصابين بفيروس كورونا لتيم دفعهم للتعامل مع الاسرى ويصرون على افتعال التحقيقات غير المبررة وذلك لتفشي الفيروس بين المعتقلين لإصابتهم وتستمر ايضا سياسة الاحتلال وتعمل على الاستمرار في سياسة هدم المنازل الخاصة بالفلسطينيين بالضفة والقدس وطرد سكانها الى العراء في وقت تنادي منظمة الصحة العالمية للبشرية جمعاء ان يتم الحجر الصحي في البيوت.
إن سلطات الاحتلال تمارس سياسة التعسف والمماطلة تجاه الشعب الفلسطيني وتعمل على استخدام أبشع الأساليب لاستمرار احتلالها للمدن والقرى والمخيمات الفلسطيني وباتت تتخذ من الاسرى اوراقا سياسية ضاغطة لتطبيق مخططها الاستيطاني واستمرارها في تنفيذ ما يسمى صفقة القرن الامريكية وترفض معاملة الاسرى الفلسطينيين كاسرى حرب كونها محتلة للأراضي الفلسطينية وترفض تطبيق الاتفاقيات الدولية بشأن الأسرى في السجون والمعتقلات والزنازين الاسرائيلية الذين يعانون أوضاعاً قاسية وصعبة ويعيشون ظروفا غير إنسانية بعد انتشار وباء كورونا القاتل وتمارس سلطات السجون ضدهم سياسة القهر والتعذيب والبطش والتهديد بهدف النيل من صمودهم وكسر إرادتهم وشوكة نضالهم ومحاولة إخضاعهم وإذلالهم لإفراغهم من المضمون والإيمان السياسي والعقائدي التحرري كمقاتلي حرية يكافحون ويناضلون لتحقيق الحلم الفلسطيني في الحرية والتحرر وإقامة الدولة المستقلة.
انه وفي ظل تلك السياسة الاسرائيلية وفي يوم الاسير الفلسطيني ندعو الامين العام للأمم المتحدة ومجلس الامن ومجلس حقوق الانسان والصليب الاحمر الدولي وكل المنظمات الحقوقية الدولية وكل دول العالم للتحرك سريعاً للإفراج عن الاسرى الفلسطينيين وخاصة النساء والأطفال والكهول وعلى رأسهم شيخ الاسرى واكبر المعتقلين سنا في سجون الاحتلال الاسير المناضل فؤود الشوبكي وإخوانه الاسرى الذين لديهم امراض مزمنة لخطر الفيروس كونهم معرضون للإصابة في اي لحظة وتعريض حياتهم للخطر والعمل على اطلاق سراح جميع المعتقلين الاداريين وغيرهم حيث ان وجودهم في السجون غير قانوني وغير شرعي ولأسباب سياسية وخاصة ان الاصابات بدأت تظهر على بعض السجناء وتركهم ينشرون الوباء في صفوف الاسرى فهذا يشكل جريمة ضد الانسانية وجريمة ارهاب دولة منظمة.