شخصيات عالمية تنبأت بوباء كورونا. عبده حقي
تاريخ النشر: 18/04/20 | 10:52من بينهم بيل جيتس الذي حذر غير ما مرة من خطر فيروسي يهدد الصحة العالمية منذ سنوات.
في مقابلة مع صحيفة فاينانشيال تايمز حذر بيل جيتس من أن وباء فيروس كورونا سيحدث على الأرجح “كل 20 سنة أو نحو ذلك”.
وحذر خبراء الإنفلونزا وبعض المسؤولين الحكوميين في الولايات المتحدة الأمريكية من جائحة قادمة منذ عدة سنوات .هناك أيضًا تكهنات ظهرت في عديد من الكتب والأفلام تنبأت بفيروس كورونا المستجد .في حين أن بعض هذه التنبؤات تندرج فقط في ما يصطلح عليه بنظريات المؤامرة إلا أن البعض الآخر منها كان أكثر جدية وإصرارًا على أن العالم غير مستعد بشكل صحيح للوباء القادم .
وفي مقابلة مع صحيفة فاينانشيال تايمز قال بيل جيتس إن تفشي جائحة فيروس كورونا سيدفع بالحكومات في المستقبل إلى اللجوء إلى “التشخيص الاحتياطي واستعمال مضادات للفيروسات وأنظمة إنذار مبكر”.
وأضاف “إن تكلفة القيام بكل هذه الأشياء بشكل جيد ضعيفة للغاية مقارنة بما تمر الدولة به اليوم من ظروف اقتصادية عصيبة “. هناك بالفعل احتمال أن يحدث ذلك كل 20 عامًا أو نحو ذلك بسبب الكثير من الرحلات والأسفار وتنقلات الأشخاص حول العالم لذلك لابد أن أحد هذه الفيروسات أن يظهر في المستقبل القريب. ” ولذا يتطلع المواطنون من حكوماتهم إلى أن تجعل هذه الفيروسات على رأس أولوياتها “.
وفي ندوة نظمت عام 2018 حول الأوبئة استضافتها جمعية ماساتشوستس الطبية ومجلة نيو إنجلاند المتخصصة في الصحة العامة قال بيل جيتس إن جائحة ما يمكن أن تحدث خلال العقد المقبل . وقدم محاكاة من قبل معهد نمذجة الأمراض الذي وجد أن الأنفلونزا الجديدة تشبه تلك التي قتلت 50 مليون شخص في جائحة عام 1918 ومن المرجح اليوم أن تقتل 30 مليون شخص في غضون ستة أشهر.
وأضاف إن احتمال ظهور مثل هذا المرض وارد جدا وسيستمر في الارتفاع في عالمنا المتشابك ، سواء حدث بشكل طبيعي أو تم اختراعه كمرض فيروسي مسلح . وقال “في حالة التهديدات البيولوجية هذا الإحساس بالعجلة غير موجود”. “يحتاج العالم إلى الاستعداد للأوبئة بنفس الطريقة الخطيرة التي يستعد بها للحرب”.
وحذر خبير الأمراض المعدية مايكل أوسترهولم خلال العقد الماضي من تفشي جائحة عالمية . وكتب أوسترهولم في مجلة الشؤون الخارجية عام 2005 “إنها سوف تكون نقطة حاسمة في تاريخ البشرية . الوقت ينفذ بسرعة للاستعداد للوباء القادم . يجب علينا أن نتصرف الآن بحزم وهدف”. وقال أيضًا إن الولايات المتحدة الأمريكية غير مستعدة بشكل ملائم للوباء في كتابه الصادر عام 2017 الموسوم ب “العدو الأكثر دموية”: حربنا ضد الجراثيم القاتلة”. توقع عالم الفيروسات وخبير الإنفلونزا روبرت ج. وبستر حدوث جائحة إنفلونزا في كتاب نشره في شهر دجنبر الماضي .
في كتاب “فلو هانتر : كشف أسرار الفيروس” تساءل وبستر عما إذا كان من الممكن حدوث جائحة قاتلة ومدمرة أخرى. وكان جوابه ” نعم: إنه ليس محتملا بل إنها مسألة وقت فقط”. وأضاف أن ملايين الناس قد يموتون قبل السيطرة على هذا الوباء . وكتب قائلاً: “سوف تتحدى الطبيعة في النهاية البشرية مرة أخرى بفيروس يعادل فيروس إنفلونزا سنة 1918”. “فنحن نحتاج لأن نكون جاهزين .”كما حذر فريق المخابرات الأمريكية من احتمال حدوث جائحة في السنوات الأخيرة .
وفي عام 2018 حذر مركز تقييم التهديدات العالمية لمجتمع الاستخبارات من أن “سلالة جديدة من ميكروب خبيث يسهل انتقاله بين البشر لا يزال يمثل تهديدًا كبيرًا” وفقًا لدانيال دايل من قناة سي إن إن وذكر تقرير التهديد لعام 2019 الصادر في يناير الماضي أنه “يحتمل أن الولايات المتحدة الأمريكية والعالم سيظلان عرضة لوباء الإنفلونزا القادم أو تفشي مرض آخر معدي على نطاق واسع يمكن أن يؤدي إلى معدلات هائلة من الوفيات ، والعجز سيؤثر على الاقتصاد العالمي وتستنزف الموارد الدولية وسيضاعف من متطلبات الولايات المتحدة للحصول على دعم أكثر.
قال جيريمي كونينديك المدير السابق لمكتب الوكالة الأمريكية لمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية في حالات الكوارث الخارجية تحت إدارة أوباما إن فيروسًا شبيهًا بوباء إنفلونزا عام 1918 سيظهر عما قريب . وقال جيريمي كوندينيك في مقال نشر في 2017 في مجلة بوليتيكو أن “أزمة صحية عالمية جديدة وخطيرة قادمة وهذه مسألة وقت ليس إلا”.
وأضاف “في مرحلة ما من المستقبل سيظهر فيروس مميت ومعدي جدا – مثل جائحة” الإنفلونزا الإسبانية “لعام 1918 والذي أصاب ثلث سكان العالم وقتل ما بين 50 و 100 مليون شخص” مضيفًا أن الرئيس ترامب غير مستعد لمثل هذا الوباء. بينما لا يزال البحث عن الفيروس التاجي الجديد في مهده ولا يبدو أن العالم كما كان في عام 1918 إلا أن الإحصائيات المتعلقة به قد “بدأت تدق أجراس الإنذار”
وكتب بيل جيتس في مجلة نيو إنجلاند الطبية لقد “بدأ كوفيد 19 ينشط مثل مرض مقلق سيضرب البشرية مرة واحدة في القرن”. وحذرت الدكتورة لوسيانا بوريو من فريق مجلس الأمن القومي السابق بالبيت الأبيض والمسؤولة عن الأوبئة من خطر انتشار جائحة إنفلونزا جديدة كما قال مدير الاستعداد الطبي والدفاع البيولوجي في المجلس في 2018: “إن خطر تفشي جائحة الإنفلونزا هو الشغل الشاغل الأول للأمن الصحي. فهل نحن مستعدون للدفاع عن أنفسنا ؟ أخشى أن تكون الإجابة هي لا”.
قام جون بولتون مستشار ترامب للأمن القومي في ذلك الوقت بحل الفريق فيما بعد أثناء إعادة تنظيم مجلس الأمن القومي . قبل أكثر من عقد من الزمن توقع مسؤولو الصحة العامة في ماساتشوستس أن يصاب الملايين بمرض تنفسي جديد . وتوقع مسؤولو الصحة العامة أن يصل عدد المصابين إلى مليوني شخص وفقًا لمعهد بوسطون المحلي.
وتوقعوا أيضا أن ما يصل إلى مليون شخص في الولاية سيحتاجون للعلاج في العيادات الخارجية وأن ثمانين ألفً سيحتاجون أيضا للعلاج في المستشفيات بناءً على النماذج التي طورتها المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها . ونظرًا لأن نظام المستشفيات سيغمره الأشخاص المصابون بالمرض فيمكن أن يموت ما يصل إلى عشرين ألف وفقًا لتوقعاتهم . لقد وضعوا خطة تأهب قصوى من خلال قيام المستشفيات بمفاوضات على اتفاقيات لاستضافة “مواقع الرعاية البديلة” في مرافق كبيرة مماثلة مثل المدارس الثانوية.
في حين تم تداول فكرة المؤامرات عبر شبكة الإنترنت مثلما كان الروائي دين كونتز تنبأ بالوباء في روايته الصادرة في عام 1981. ووفقًا لصحيفة الغارديان فإن رواية “عيون الظلام” التي كتبها كونتز تشير إلى فيروس يسمى “ووهان 400” وهي المدينة الصينية التي نشأت فيها رواية الفيروس التاجي . لكن هارميت كاور عن شبكة سي إن إن قام بضحد نظرية المؤامرة هذه مشيرا إلى أن هناك اختلافات بين الفيروس التاجي ووهان -400 في الرواية حيث تم صنع الفيروس بواسطة عالم سلاح بيولوجي وكان معدل الوفيات فيه يقدر ب 100 ٪. لكن هذين التصورين لا ينطبقان على الفيروس التاجي الحالي .
وتنبأت سيلفيا براون وهي طبيبة نفسية بحدوث جائحة عالمية بسبب فيروس مماثل للفيروس التاجي . سيلفيا براون في كتابها الصادر عام 2008 “نهاية الأيام: تنبؤات عن نهاية العالم” كتبت ما يلي : “في عام 2020 تقريبًا سينتشر مرض شبيه بالالتهاب الرئوي في جميع أنحاء العالم وسيهاجم الرئتين والأنابيب الهوائية ويقاوم جميع العلاجات والأدوية المعروفة “.
لكن الباحث في خوارق الطبيعة بنيامين رادفورد أشار إلى أنه إذا كان كوفيد 19 يمكن أن يؤدي إلى الالتهاب الرئوي فإنه ليس “مرضًا شبيهًا بالالتهاب الرئوي”. وكتب براون أيضًا أن المرض “سيختفى فجأة بالسرعة التي سيظهر بها” . براون الذي توفي منذ ذلك الحين ، أصدر عدة تنبؤات أخرى أثبتت فيما بعد أنها خاطئة وفقًا لرأي جاكوب ستولورثي في صحيفة الإندبندنت.
يبدو أن المخرج ستيفن سودربرغ وكاتب السيناريو سكوت زي بيرنز لفيلم “العدوى” توقعا أيضا جائحة فيروس كورونا . وتم إصدار الفيلم “كونتاجيون” في عام 2011 وهو يتحدث عن مرض وهمي يسمى MEV-1 والذي سيصبح وباءً عالميًا بعد أن يقوم الخفاش بنشره إلى خنزير الذي سينقله بدوره إلى شخص لم يغسل يديه قبل مصافحة شخص آخر.
وبحسب صحيفة “ذا صن” فإن الفيروس الخيالي ستكون له فترة حضانة تصل إلى 72 ساعة ومعدل وفيات مرتفع . هناك تكهنات أيضًا بأن نوستراداموس الطبيب المنجم الشهير في القرن السادس عشر تنبأ بـ “وباء” مشابه لما تمت معاينته في الفيروس التاجي الحالي.
وتكهن أحد كتاب تويتر قائلا أن “الطاعون” و “الأسر” في ديوان “الرباعيات الألف ” التنبئية يشيران إلى الفيروس التاجي والانعزال وفقًا لصحيفة إكسبريس . وقال إن السطر الأخير يشير إلى بداية 23 و 24 يناير في عام 2020 . وقد تم بالفعل وضع مدينة ووهان تحت الحجر الصحي الصارم في 23 يناير. وأضاف أن “أراضي الغرب ولومباردي” في نفس الديوان تشير إلى أوروبا وأستراليا وأمريكا وإيطاليا (لومباردي).
لكن أخيرا هذه كلها مجرد تكهنات. في حين يعتقد بعض الناس بشدة أن نوستراداموس قد تنبأ بشكل صحيح بالأحداث في الماضي يقول آخرون أن توقعاته المزعومة للفيروس التاجي هي مجرد ادعاءات كاذبة فقط .