حماية الإرث الحضاري في الخليل مسؤولية دولية
تاريخ النشر: 24/04/20 | 10:43بقلم : سري القدوة
إن تلك القرارات الاستفزازية التي تم إصدارها عن المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية القاضي بمصادرة أراض في الحرم الإبراهيمي تابعة للأوقاف الإسلامية وهي جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة بهدف تهويدها لصالح مشاريع استيطانية تمهيدا لضم الخليل بعد اعلان القدس عاصمة لدولة الاحتلال وانه وفي ظل هذه السياسة الارهابية التي باتت تستهدف الموروث التاريخي والثقافي والإسلامي وتعتدي على الاماكن المقدسة تعيد مخططات باروخ جولدشتاين المستوطن الارهابي الذي قام بإطلاق الرصاص واستهداف المصلين في الحرم الابراهيمي وقام بتنفيذ مجزرته الارهابية بدعم من جيش الاحتلال والمستوطنين وقد استشهد 29 مصلياً وجرح 150 آخرين وان هذا المخطط يهدف الي استهداف الحرم الابراهيمي وهو نفس المخطط القديم ولكنه يتجدد بتلك القرارات العنصرية من اجل استهداف حقوق الشعب الفلسطيني والنيل من الاماكن المقدسة لديه.
اثبتت دولة الاحتلال انها تتمتع بمقدار كبير من الكذب وان الديمقراطية لديها زائفة ولا تمت للواقع بأي صلة وما يحكم نظام الحكم فيها هو العنصرية والكراهية ناهيك عن تلك الممارسات التي اثمرت عن اخطر تحالف بتاريخ الاحتلال بين اقطاب اليمين الاسرائيلي المتطرف القائم على برنامج ضم الضفة الغربية هذا الحلم القديم لدى تلك الاحزاب وتعاملهم مع مشروع دولة غزة وتحويل القضية الفلسطينية لمجرد قضية انسانية وتوفر الدعم الاقليمي والدولي لمخططهم القائم على الغذاء مقابل الامن والاستمرار في مخططهم بهدف الوصول الى ضم المستوطنات والضفة الغربية بشكل كامل لدولة الاحتلال وإنهاء وجود السلطة الفلسطينية التي كانت نتاج اتفاقيات اوسلو وفي تحد واضح للمجتمع والناخب العربي الذي يشكل الان محور المعارضة بداخل الكينسيت الاسرائيلي والاستمرار في تطبيق مخططات صفقة القرن الامريكية وتنفيذها على ارض الواقع وضرب كل الجهود الدولية وقرارات الامم المتحدة ومواقف الاتحاد الاوروبي والعالم اجمع الذي يطالب بتطبيق حل الدولتين الذي لم يعد قائما في ظل هذا التحالف الخطير بين اقطاب الاحزاب المتطرفة بداخل المجتمع الاسرائيلي.
ان تلك الممارسات التي نتجت عن تحالف قوى اليمين الارهابية المتطرفة داخل المجتمع الاسرائيلي هي عمل عدواني لم يسبق له مثيل واعتداء على الخليل والحرم الابراهيمي وما يشكله من رمزية وارث حضارى لدى جميع المسلمين ويأتي ضمن سياسة الضم وهي بمثابة البداية لتنفيذ سياسة ستؤدي إلى وضع لا يمكن السيطرة عليه مستقبلا وان الدفاع عن المقدسات الاسلامية والأماكن المقدسة وحمايتها هو دفاع عن حضارة وتاريخ الشعب العربي الفلسطيني ولا يمكن لهذا المخطط ان يمر او تحاول سلطات الاحتلال تمريره بمجرد اصدار قرارات عدوانية تعبر عن اجرامها وحالة الكراهية التي تمارسها بحق الشعوب الاسلامية والمسحية في جميع انحاء العالم.
أن دولة الاحتلال تواصل استغلال انشغال شعبنا وقيادته والعالم اجمع في مواجهة مخاطر وباء كورونا وتعمل على تصعيد انتهاكاتها الممنهجة بحق الارض والشعب الفلسطيني ومورثه الثقافي والحضاري وتعمل على اصدار القرارات السياسية المغلفة بشكل قانوني لخدمة مشاريع الاحتلال التصفوية التي تمارسها بحق الحقوق والأرض الفلسطينية في تحد صارخ لكل القرارات الدولية وانتهاك جديد بشكل متعمد وممنهج للاتفاقيات الموقعة تحت رعاية دولية والتي تؤكد وتقر بالأصل ان اي صلاحيات في الحرم الإبراهيمي هي من اختصاص بلدية الخليل وهيئة الاوقاف الاسلامية في محاولة منها لتغيير الوضع القائم على الأرض وفرض وقائع جديدة تخدم مصالح الاستيطان ومشروع ضم الضفة الغربية.