تحت شُرفتي مشهدٌ حزين

تاريخ النشر: 29/04/20 | 0:00

عطا الله شاهين
لا شيء تغير في المشهد منذ أيام تحت شرفتي
شوارع خالية، وصمت مجنون
الخوف يسير لوحده على الشارع المحاذي، لا يجد أحدا ليخيفه
أنظر كل ساعة من شرفتي علّني أجد المشهدَ مغايرا،
لكن لا تغيير في المشهدِ تحت شُرفتي
إنّه مشهدٌ حزين
لا ضوضاء، ولا اصوات لأطفال الحيّ، وكأن الناس رحلوا دون أن يخبروني،
وكأنهم تركوني لوحدي مع مشهدِ الصمت، لأحزن بمفردي بوقوفي على شُرفتي
المشهد تحت شرفتي حزين حدّ الجنون، فلا أحد في الشارع يؤنّسني بسيْره..
كل ساعة تمر أراني أنظر من شرفتي، لعلّني أرى أُناسا، ولكنّ الفراغ يملأه بصمتٍ مجنون
حتى القطط اختفوا من تجوّلهم قرب حاويات القمامة ..
أقول أين أختفوا أهل الحيّ؟
هل أهلكهم الفيروس أم ماذا جرى لهم؟
فمنذ أيام لم أخرج، ولم تأت بائعة الحليب كعادتها لتدق بابَ شُقتي
أفرك عيني، وأنظر مرات ومرات من شرفتي لأرى تغييرا في المشهدِ،
لكن لا حياة تحت شُرفتي
فالمشهدُ تحت شرفتي حزينٌ
أعود لقراءة الفصل الأخير من روايةِ الموْت
أغطّ في نوْمٍ عميق
أستيقظ على صوت بكاء..
أنظر من الشرفة، وأرى طفلا يبكي ويبحث في القمامة عن شيء ليأكله
أنادي عليه، يختبئ الطفل خلف حاوية القمامة، أرمي له كيسا به ما تبقى عندي من خُبزٍ وقطع لحمة
أعود بعد خمس دقائق لأرى الطفل..
انظر من شرفتي، وأراه يبتسم لي ويلوّح لي بيده
أراد أن يشكرني، ولهذا انتظر خروجي إلى الشرفة
الطفل سار على الرصيف واختفى، وعاد المشهد تحت شرفتي حزينا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة