خواطر… بقلم عطا الله شاهين
تاريخ النشر: 02/05/20 | 13:12أبحثُ عنكِ في ميتافيزيقية العدم
عطا الله شاهين
كعاشق ذاق طعم شفتيكِ، ولم أعد قادرا على العيش بدونكِ، ولكنّكِ اختفيتِ فجأة، حينما هبّت عاصفة رملية، وأخذتكِ معها، ورحتُ لحظتها أبحثُ عنكِ كالمجنونِ بين الكثبانِ الرملية، لكنني لم أجدكِ، وها أنا أبحثُ عنكِ منذ ساعاتٍ ولا أثر لكِ، وكأنّكِ دخلتِ حجرات العدم، ولم أعد قادراً على تحطيمِ جدران حجراتِ العدم، وبعد مرور ساعات من بحثي عنك بعيني المليئتين بحبيبات الرمال، إلا أنني لم أعثر عليك، رغم رائحتكِ التي تزكم انفي، الا أنني اعتقدتُ بأنني اقتربتُ من جدران العدمِ كيْ أحطمَها لأدخل اليك، كي أمسك يدك لاخراجك إلى الخارج، ولكنني لم أجدك بعد، فهل اخذتك العاصفة الرملية إلى عدم ميتافيزيقي تحت سماء لا تشبه سمائي، لكن لا تقلقي، سأبحث عنك، رغم كل شيء، ربما سأجدك بعد زمن، ولكن ماذا سأفعل وحدي هنا في صحراء موحشة، لقد مرّ يوم على بحثي عنك، لكن لا أثر لك، وكأنك دخلتِ في حجرات العدم، بعد أن دفعتك العاصفة الرملية إلى فناء الحجرات العدمية، وأغلقتْ عليك أبواب مخفية، ولم تعد قادرة على فتحها؛ وبقيت عالقة بين جدران حجراتٍ ليست موجودة، لكنك عالقة في حجرات عدمٍ؛ لا أحد يراها سوى من يدخل في ميتافيزقية العدم، فها قد مرّ يومان على فقدانك، ولم أجدكِ، رغم انني بحثتُ عنك، فسامحيني، لأنني لا أستطيع الدخول إلى ميتافيزقية العدم؛ لكي أجدك، فلا تحزني، ربما ستأتي عاصفة رملية أخرى، وعندها ستأخذتي اليك، ولكن هل سأبقى في هذه الصحراء بلا قطرة ماء؟ لو تتدرين كم أنا مشتاق لطعم شفتيكِ الآن، لكن أشكّ في أنني ساظلّ على قيدِ الحياة، ربما ستأخذني العاصفة الرملية اليكِ ميّتا، فعلى الأقل ستودّعينني ميّتا، وستبكين عليّ، وستخرجين بعد زمنٍ من العدمِ لتعيشي حياة حزينة بدوني، فأنتِ عالقة في ميتافيزيقية العدم، فماذا سأفعل سوى انتظار عاصفة رملية أخرى، لكي تأخذني إليكِ على الأرجح ميّتا..
_________________
عالقة في ميتافيزيقية العدم
عطا الله شاهين
كعاشق ذاق طعم شفتيكٍ، ولم أعد قادرا على العيش بدون شفتيك، ولكنّكِ اختفيتِ فجأة، حينما هبّت عاصفة رملية، وأخذتكِ معها، ورحتُ لحظتها أبحثُ عنكِ كالمجنونِ بين الكثبانِ الرملية، لكنني لم أجدكِ، وها أنا أبحثُ عنكِ منذ ساعاتٍ ولا أثر لكِ، وكأنّكِ دخلتِ حجرات العدم، ولم أعد قادراً على تحطيمِ جدران حجراتِ العدم، وبعد مرور ساعات من بحثي عنك بعيني المليئتين بحبيبات الرمال، إلا أنني لم أعثر عليك، رغم رائحتكِ التي تزكم انفي، الا أنني اعتقدتُ بأنني اقتربتُ من جدران العدمِ كيْ أحطمَها لأدخل اليك، كي أمسك يدك لاخراجك إلى الخارج، ولكنني لم أجدك بعد، فهل اخذتك العاصفة الرملية إلى عدم ميتافيزيقي تحت سماء لا تشبه سمائي، لكن لا تقلقي، سأبحث عنك، رغم كل شيء، ربما سأجدك بعد زمن، ولكن ماذا سأفعل وحدي هنا في صحراء موحشة، لقد مرّ يوم على بحثي عنك، لكن لا أثر لك، وكأنك دخلتِ في حجرات العدم، بعد أن دفعتك العاصفة الرملية إلى فناء الحجرات العدمية، وأغلقتْ عليك أبواب مخفية، ولم تعد قادرة على فتحها؛ وبقيت عالقة بين جدران حجراتٍ ليست موجودة، لكنك عالقة في حجرات عدمٍ؛ لا أحد يراها سوى من يدخل في ميتافيزقية العدم، فها قد مرّ يومان على فقدانك، ولم أجدكِ، رغم انني بحثتُ عنك، فسامحيني، لأنني لا أستطيع الدخول إلى ميتافيزقية العدم؛ لكي أجدك، فلا تحزني، ربما ستأتي عاصفة رملية أخرى، وعندها ستأخذتي اليك، ولكن هل سأبقى في هذه الصحراء بلا قطرة ماء؟ لو تتدرين كم أنا مشتاق لطعم شفتيكِ الآن، لكن أشكّ في أنني ساظلّ على قيدِ الحياة، ربما ستأخذني العاصفة الرملية اليكِ ميّتا، فعلى الأقل ستودّعينني ميّتا، وستبكين عليّ، وستخرجين بعد زمنٍ من العدمِ لتعيشي حياة حزينة بدوني، فأنتِ عالقة في ميتافيزيقية العدم، فماذا سأفعل سوى انتظار عاصفة رملية أخرى، لكي تأخذني إليكِ على الأرجح ميّتا..
______________
حين تكون الكتابة اكسير حياتي
عطا الله شاهين
لا شيء يرغمني للتوقف عن الكتابة حتى أنني اتساءل بيني وبين ذاتي لماذا أكتب ؟ لا ادري، فأفكاري المتولدة في عقلي تشدني للكتابة، ولهذا فلا أبالغ في القول بأن الكتابة تعد اكسير حياتي ومتعة لا يمكن مقاومتهما، لكن بما أنني لا أستطيع في بعض الاوقات من ترتيب أفكاري لخطّها على الورق، أو من خلال ضغطي على الحروف في كيبورد اللاب توب، أو على حروف شاشة موبايلي الذكي،الا أنني أكتب ما يجول في خاطري من فكرة او رأي اريد أن اوصلهما للقراء، وأدرك تماما مهما كان نوع الكتابة فإنها بدون موهبة فلا كتابة؟ لكن لا ننسى بان الثقافة لدى الكاتب تعد وقودا ضروريا للكتابة، وأعتقد بأنه عندي ملكة الكتابة، ولهذا أكتب أحيانا بتطرف أو بأسلوب ايحائي يستطيع القراء فهم ما وراء النص لا سيما كتاباتي عن الحب والمرأة..
فانا لست مثل الكاتب التشيكي فرانز كافكا، الذي وجد في الكتابة هدف حياته وجوهر وجوده، لكنني أرى بأنني املك دوافع للكتابة تماما مثلما قال الكاتب البريطاني جورج أورويل عن الكتابة، فعندي حماسة جمالية وحب الذات وحافز تاريخي وهدف سياسي، ومن هنا أحب الكتابة لأثبت بانني كاتبا لا لشيء فقط لأبين رأيي في السياسة، لا سيما حول قضيتنا الفلسطينية التي تتعرض للتصفية، أو اية قضية تشغل العالم مثل أزمة كورونا حاليا أو أتطرق لأي موضوع يستحق الكتابة عنه، لكنني أميل للكتابة الأدبية أكثر، لا سيما ميلي الجنوني إلى كتابة الصمت، التي بدأت تحتل مكانة كبيرة في الأدب الحديث، وهذا النوع من الكتابة يجب أن يسطع في النص الأبيض والاسود في النص، والفراغ واللافراغ، هذا بحسب ما قاله الأديب والشاعر والمسرحي الفرنسي بول كلوديل، فالنّصّ يجب أن تكون لغته منظمة بشكل إبداعي، وفكرتي أنا هنا أريد أن امررها من خلال البياض، الذي بلا شك يجتاح النص في كتابة الصمت، فالنص عندي تماما مثلما أكده الفيلسوف والروائي والباحث الإيطالي اومبرتو ايكو حين اعتبر النص كنسيج، ولكنه ليس مكتملا، ولهذا ليجد القارئ لملء الفراغ.
فحين أهم بالكتابة لا لشيء، فقط لأعود الى ذاتي كلما هربت من تجربة بغير قصد علقت بها أو أحببت كتابتها، فالكتابة عندي هي كسر للمألوف، كمتعة أجدها، لكن تأتي استعداداتي للكتابة، حينما تكتمل طقوسها التي بدونها لا أستطيع كتابة أية فكرة فيجب أن تتوفر في طقوسي للكتابة صمت وهدوء وفنجان قهوة وسجائر وتوليد للأفكار، وعندها أجدني ماسكا قلمي وأكتب نصوصا من خواطر وقصص قصيرة ومقالات تحليلية وغيرها من أنواع الكتابة، فالكتابة هي كما قلت اكسير حياتي، ولكن مهما تعثرت بترتيب أفكاري، او أنني أكون على عجل في كتابة الأفكار دون قراءتها وتمحيصها مرة أخرى، الا أنني اعشق الكتابة كعشق الوردة للماء، ولكنني أراني عاشقا للكتابة، لأنها تهدّأني، وتجعلني أسأل سؤالا بيني وبين ذاتي لماذا أكتب ؟ لا شك بأن الكتابة تشكل هاجسا ليس بسيطا عندي؛ ليس لأنني أريد تبديد الوقت من ضجر مجنون، لكن للوصول بكتاباتي إلى الثبات على رؤيتي للحياة من حزن وفرح وأزمات وموت وقتل واستعباد وكثير من القضايا التي تهم البشر…