أيام أبوكاليبسية..

تاريخ النشر: 03/05/20 | 11:00

عطا الله شاهين
كمتتبع مباقي الناس لبطولات كورونا، ذاك الفيروس القاتل، الذي ما زال يربك العالم من خلال انتشاره بلا توقف، إلا أنني اظل في عزلتي متشائما من الغد، فكل يوم أصعق من أخبار كورونا التي تبثها معظم الفضائيات، رغم أنني ألوذ في عزلتي إلى قراءة روايات قديمة، علني أنسى الخوف من كورونا، لكن دون فائدة، فهلع كورونا يوترني، رغم أنني في عزلة منذ اكثر من ٥٠ يوما، وبعيدا عن الناس، ولم أخالط أحدا حتى ابتعدت عن زوجتي من باب الحذر ليس إلا، ولكن بما أنني أحب متابعة كل خبر عن كورونا وبطولاته، الا أنني في كل يوم اجن من عزلتي الطويلة؛ في اختبائي المستمر من فيروس صغير ما زال العلماء غير قادرين على اختراع دواء لوقف توحشه ففي مل يوم أراني غارقا في هلع من هذا الفيروس، الذي أرغم الدول على اعلان حالات طوارئ لمنع تفشيه، وعندنا أيضا حالة طوارئ، ولكن المواطنين هنا لا يلتزمون باجراءات الحكومة ويخرجون من منازلهم هكذا دون أن يكون لديهم أية حجج للخروج .
فانا كغيري من المواطنين يجتاحني الهلع من كورونا كل يوم، ويطاردني هذا الهلع من هذا الفيروس القاتل ، رغم أنني لم أخرج من المنزل كغيري من الملتزمين نفي بيوتهم ، الا أنني أحيانا أفكر هل أنا رقم محتمل للموت من كورونا، كالناس، الذين أماتهم الفيروس القاتل . فالموت المكثف، الذي نراه عند متابعتنا للأخبار يجعل المرء خائفا لدرجة أنه يظل يردد في ذاته هل أنا الرقم التالي للموت، كأرقام الموتى، الذين قارب عددهم ربع مليون شخص.
فكما أرى كل يوم من أيام أبوكاليبسية مزعجة ومخيفة، من جائحة كورونا، التي انهكت اقتصادات الدول، ولا اشارات قريبة على قرب نهاية هذه الجائحة المخيفة ما يزيد من حالة الهلع عندي رغم أنني منعزلا عن الناس..
ففي كل يوم يمر اتساءل بيني وبين ذاتي هل أنا رقم محتمل للموت؛ رغم انعزالي في بيتي منذ بداية ظهور كورونا زمن؟ فنتى ستزول أيام مخيفة من حياتنا نحن البشر، الذين أثبتنا بأننا ضعفاء أمام فيروس صغير غيّر حياتنا، وما زال هلعه مستمرا ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة