في العُزلةِ لا أشبهني البتّة..
تاريخ النشر: 05/05/20 | 21:10عطا الله شاهين
ثمّة على حيطانِ حُجرتي صُور رغبتي،
تختصر سيْري نحو كوْنٍ ما ورائي هناك في عُزلتي لا أشبهني البتة..
أفرّ منه إلى حُلْم آخر في مجرّة،
لكنني أعود من حُلْمي لأدقّق في الصُّور المُعلّقة على حيطانِ حجرتي،
واسأل ذاتي هلْ هذا أنا بصمتي مُعلّق على حيطانٍ تأتي منها برودةُ شتاء أشبهني بشيطنتي العاقلة؟
أبتعد عن صُوري خطواتٍ للخلف، وأنظر في المرآةِ بتمعّنٍ مجنون، فأرى بأنني لا أشبهني
فالتّجاعيد تحفر وجهي، وكأنني لا أشبهني البتة، لكنّ صوتي ما زال هو ببحتِه وخشونته المعهودة..
أبتعد عن المرآةِ لأنظر إلى صُوري المعلّقة قبل يوميْن على حيطان حجرتي، فهناك أراها تشبهني بصمتي، ولكنني لم أرَ تجاعيداُ تظهر على وجهي،
فهلْ تعمّد المُصوِّر اخفائها لكي لا يُحزنني بهرمِي؟
ففي العُزلةِ أراني لا أشبهني،
فهل العُزلةُ غيّرت وجهي؛ وبات هرِماً من همومٍ تلاحقني حتى في أحلامٍي..
فعند حدودِ المجرّة كنتُ أسبح مع غيمةٍ حارٍّة؛ وشعرتُ بأنها تغسل تعبي وهمومي من مائها الدافئ
ولكنْ حين عُدتُ من حُلْمي نظرتُ في المرآة، وكنتُ لا أشبهني إلا بصوتِي..
فهل لأنني قابعٌ في عُزلةٍ منذ يومين حينما عُدتُ من أستوديو التّصوير، الذي يقعُ تحت شقّتي بالضّبط؟ .
فهلْ العُزلة جعلتني أهرمُ من تفكيري المتواصل حول طُرق خروجي من أحزاني؛ ولهذا عُدتُ لا أشبهني؟..
.
..