الدكتورة لمى عادل صلاح في مجموعتها القصصية الأولى داخل جدران المدرسة
تاريخ النشر: 10/05/20 | 19:39
التربوية الدكتورة لمى عادل صلاح في مجموعتها القصصية الأولى داخل جدران المدرسة تفوقت وبقوة بفضح الانتهاكات التربوية من قبل الكيان الصهيوني بحق المنظومة التربوية الفلسطينية. كتبت رانية مرجية
أصدرت التربوية الدكتورة لمى عادل صلاح ابنة جنين الصمود مجموعتها القصصية الأولى داخل جدران المدرسة التي أهدته الى كل من منحها ذات فرصة ليكون بطلاً في قصة، من هنا نفهم ان ابطالها حقيقيين من لحم ودم ومشاعر وينشدون الحياة بكرامة وحرية وعنفوان.
تفوقت الدكتورة لمى صلاح في اختيار عنوان مجموعتها الأولى؛ فكافة القصص مترابطة جميعها حدثت داخل جدران المدرسة، وكأي فلسطينية حرة تهمها فلسطين وقضية الانسان أولاً وكرامته فهي تطمح ان يكون لدينا مدارس فلسطينية قلباً وقالباً مدارس تحترم إنسانية الانسان، ولن يحدث هذا طبعاً لطالما فلسطين العزيزة تعاني اشد معاناة من الانتهاكات التربوية من قبل الكيان الصهيوني بحق المنظومة التربوية الفلسطينية؛ ففي قصة ” في فلسطين … أطفال لكن ابطال” رأينا كيف قام جنود الاحتلال باعتقال باسل ابن الثانية عشر الذي لطالما حلم في معانقة والده الأسير الأمني البطل، وكيف تعاملوا معه بوحشية شديدة، ونكلوا به ليعترف على أصدقائه الذين كانوا معه ولم يكترث بل واجه بكل قوة وإصرار ولم يذرف أي دمعة، ومع كل ضربة كان يزداد قوةَ، ويتخيل انه بحضن والده وانه سيلتقي به مفضلاً الموت بكرامة؛ فهو لن يشي على أبناء صفه في نضالهم الشرعي ضد الاحتلال فهو قائد حقيقي لهم. فلا خير في عيش الذليل فإنه يضني بصاحبه ويغم البال، الشهادة في ميادين الوغى هي مذهب لمن ابتغى، استقلال وضع ضميره فوق كل اعتبار واختار السجن فلبس زنزانته ثلاث اشهر ورد صفحة 34 الفقرة ” أدخل باسل الى السجن بعد ان تم استبدال ثيابه العادية بثياب سجين تحمل رقماً متسلسلاً على ظهره لينضم بعدها الى قائمة الاسرى الابطال في سجون الاحتلال ويعيش باسل تجربة والده الذي يحبه وعلى خطاه مشى وبالعهد له وفى ورغم عدم التقائهم بالسجن الا ان باسلا تنفس في كل مكان زاوية ابيه وفي قلبه تنامى حب الوطن أشجاراً تُلقي ثماراً وتتفتح زهوراً ببسمة ما فارقت شفاهه ثانية” . ان الدكتورة لمى صلاح بعفويتها وشفافيتها منحتنا ان ندخل الى عالم ابطالها بلغة سلسة مترابطة عميقة لنعيش القضايا بحذافيرها لنتعلم ونأخذ العبر ونتطور في نمط تفكيرنا ونتشبث اكثر بالقيم الإنسانية والعدالة الغائبة ففي كتابها هذا تطرقت بكل جراءة وشفافية لكافة المواضيع التربوية من انتهاكات وجرائم إنسانية وتفكك اسري، وسلطت الضوء على المنتفعين والفاسدين الذين يستغلون مناصبهم لمصالحهم الشخصية لتصرخ صرختها وهي صرخة كل انسان نظيف لقد آن الأوان ليكون لدينا مدارس فلسطينية قلباً وقالباً وان نعتني بكل فئات المجتمع ولا سيما قضايا الامراض العضوية النفسية المتعلقة باضطرابات الدماغ والمؤثرة على السلوكيات ظاهرها وباطنها. يتضمن الكتاب احد عشرة قصة وكلها مميزة لأنها غاصت في النفس البشرية وجاءت ب190 صفحة من الحجم المتوسط. طوبي لنا بالمبدعة الفلسطينية لمى صلاح التي اجادت وتفوقت في الكتابة عما يحدث داخل جدران المدرسة بطريقة تربوية مبتكره وابداعيه، ونشرت كافة الغسيل الأسود لأن يهمها ان يرتدي الجميع رداءً انظف، طوبي لنا ولها لأننا امام نصوص مبتكرة حديثة من حيث الشكل والمضمون، بما فيه من سلاسة ووضوح وجمالية تجعلنا نعيد نمط تفكيرنا على ضوء مكونات الانسان الفلسطيني الذي يواجه كافة التحديات على كافة الأصعدة، طوبى لمن يستطع ان يحيي أدب المقاومة من جديد، وليس فقط مقاومة الاحتلال بل الفساد أيضاً وتدني الأخلاق، والمحسوبيات لأن القصص ذات بعد وعمق انساني وفكر تربوي راقي، تلامس شفاف القلب والروح، ويصفق لها الذهن قبل القلب. فدعونا نشجع الإصدارات الجيدة التي تحترم عقل القراء، وندعم مبدعينا الكتاب من يعكسون تفاصيل الواقع بعيداً عن الخيال.
متوفر في مكتبة الرعاة للدراسات والنشر رام الله/ مجمع عقل التجاري.