زمهرير ينخر عظامي تطرده لمسات امرأة/ بوْح امرأة في عتمة سرداب رطب
تاريخ النشر: 11/05/20 | 19:36زمهرير ينخر عظامي تطرده لمسات امرأة
عطا الله شاهين
هذا البرْدُ الذي أراه ينخر عظامي، والآتٍ من مجرّة بعيدة من زمهرير سرمدي لا يطرده سوى لمسات امرأة تزورني عنوة كل ليلة، حينما أراني أحلم كعادتي التي أكرهها، لكن الحُلْمَ يجتاح عقلي النائم، بينما أكون متمددا على صخرة تسبح في الفضاء منذ زمن أبدي، فحين تراني أرتجف من البرْدِ تأتي صوبي تلك المرأة التي ترتدي في كل ليلة فستانا بلونٍ مختلف، وتلمس جسدي بيديها، فيفرّ البرْدُ لحظتها من عظامي، وأشعر بدفء غريب لم أعهده البتة، حينما كنت قاطنا قبل زمن ولّى في شقّة بقيت نوافذها مكسّرة من كرات كان أطفال الحيّ يرمونها عن غير قصد أثناء لعبهم لكرة القدم، ولم أصلّحها، وبقيت النوافذ مكسّرة..
فاللسعات من زمهريرٍ قارص يفر من لمسات يدي امرأة تأتي صوبي، ولا تكلّمني البتة، بلْ تبقى صامتة وترحل دون أن توعدني بلقاءآخر، ولكنها كلما تراني اقتربتُ من الموت من زمهرير مجرة مملة تأتي صوبي، لطرد البرد من جسدي، وترحل كعادتها كل ليلة.. ففي أحلامي لا أشعر بالبرْدِ، لأن لمسات امرأة تدفّئني، ويبقى دفئُها حتى الصباح، لكنني أراها ترحلُ في الحُلْم، هل أنها تأتي خلسةً دون أن أشعر بها، حينما أغطّ في نوْمي العميق، ولهذا يظلّ جسدي دافئا حتى طلوع الشمس؟..
————————————-
بوْح امرأة في عتمة سرداب رطب
عطا الله شاهين
قال لها: بوحي هنا في عتمة سرداب تقتله رطوبة سرمدية؟
قالت له: سأبوح لك عن اشتهاء يزعجني حين تكون بجانبي..
قال لها بعدما فرّا من حرب مجنونة: بوحي كما شئت؛ فلا تردعي اشتهائك بعقلك المنغلق بأفكار غريبة عن الحب..
قالت له: أتدري لا يصخب البوح في سردابٍ رطب دون عناقٍ
قال لها: وهل سأستوعب بوحك بلا عناق منكِ غاب عني أعواما؟
دعي اشتهائك يخرج من عقلك بلا حواجز؛ وبوحي عن حبّكِ بكل جنون
أتعلمين بأن هذا السرداب المعتم حيّزنا الأخير؛ بعدما أغلقنا بابه بصخرة كبيرة خوفا من الموت
فقال لها بعد تنهيدة: لا يمكننا الهروب إلى مكان آخر؛ فكل المناطق تستعر فيها المعارك..
فدعي بوحك يصخب قبل أن نموت من جوع قادم لا محالة !
السرداب رطب وبرده يقتلنا بلا عناق،
فتعالي نعانق بعضنا لندفئ جسدينا
فاعلمي بأن اشتهائك للبوح هو سرورنا قبل الموت
فلاعودة للعيش تحت قصف مجنون
فبوحي في هذا السرداب المعتم عن اشتهائك للحب؛ ولا تتوقّفي عن البوح
فهنا مكان ملائم للبوح رغم رطوبته
هيا بوحي ولا تميتي اشتهائك في عتمة لا ترانا..
قالت له: سأبوح لك عن اشتهائي، الذي يجنّني حينما تكون قريبا مِنّي..
—————————————
صداع اسمه كورونا
عطا الله شاهين
منذ ظهور كورونا أصابنا صداع منه، وبتنا نتابع أخباره، وتصدّعت رؤوسنا منه، وقرفنا حياتنا من فيروس عجزت البشرية عن ردعه . فحين نظل نتابع تطورات أزمة كورونا العالمية يصيبنا صداع من وباء جديد غريب، فمتى سيرحل عنّا كورونا وقرفه؟
لا شك بأن كورونا فيروس استطاع أن يحبس البشر، وتصدّعت رؤوسهم خلال الأشهر الماضية من أخباره المرعبة، ولا يمكن للعلم أن يبقى رهينة لفيروس، فالبشر سئموا من الحبس المنزلي، فمتى سيجون علاجا ولقاحا لفيروس تسبّب في خسارة الدول لاقتصاداتها.
فنحن نعيش اليوم بقلق من استمرار هذا الوباء الكوروني، ومللنا من متابعة أخبار كورونا المخيفة، فمتى ستعود الحياة إلى مجاريها في كل دول العالم؟
ما من شك بأن كورونا وباء العصر، الذي وقف العلماء في حيرة من تطورات ذاته ما يصعب على العلماء ايجاد دواء له، ولكن في النهاية لا بد من ايجاد دواء له لراحة البشر، فكورونا سبب صداعا لنا، فمتى سيرحل عن كورونا؟ فحتى اللحظة يعدّ العالم موتاه واصابات يومية من فيروس لعين بات عنا منه صداع اسمه كورونا، لكن ما علينا سوى الانتظار للخروج من هذه الأزمة سالمين..