من نهفات التامين الوطني: بإمكان من يفقد عينًا واحدة ان يعمل بشغل لا يحتاج لعينين اثنتين
تاريخ النشر: 12/05/20 | 15:39كثيرًا ما تتخذ اللجان الطبية المنبثقة عن مؤسسة التامين الوطني، قرارات غريبة وبعيدة عن الواقع. واحد هذه القرارات كان مؤخرًا والذي يتعلق بشخصٍ فقد البصر بإحدى عينيه، ويعاني من تشويش بالرؤية في عينه الثانية ومن عوارض نفسية صعبة، ورغم ذلك رأت اللجنة انه لم يفقد 50% من قدرته على العمل ولذا لا يستحق تلقي مخصصات عدم أهلية للعمل.
وكان هذا العامل الذي يبلغ من العمر 35 عامُا, لا يحمل لقبًا اكاديميًا، قد اصيب بحادثة عمل وقُرر له عجزًا طبيًا بنسبة 51%، قد قدم بواسطة المحامي، سامي ابو وردة، من حيفا والمختص بقضايا التأمين الوطني والإضرار الجسدية، استئنافًا للمحكمة على قرار اللجنة الطبية، بادعاء أن اللجنة لم تأخذ بالحسبان لوضع المدعي وللمستندات التي قُدمت لها ومن ضمنها قرارت طبية من قبل أطباء قرروا بأن المدعي لا يستطيع مواصلة العمل.وان اللجنة الطبية لم تعلل قرارها المذكور بشأن موكله.
وجاء في محضر قرار اللجنة بالامر الذي يتعلق بالرؤي ” بالنسبة للخلل بالرؤية، لأن المدعي يستطيع العمل باي عمل لا يتطلب رؤية بعينين اثنتين..” وبهذا الصدد يسال المحامي، سامي ابو وردة، ” لا يُعرف اذا كانت هناك انواع عمل تتطلب رؤية بعين واحدة، ولكن حتى لو توفر عملًا من هذا القبيل فان وضع موكله لا يتيح له حتى امكانية العمل هذه سيما وانه يعاني من فقدان البصر بشكل شبه كامل في عينه”.
وجاء في سياق الاستئناف ايضًا ان اللجنة لم تنظر بتااريخ المريض الطبي والمشكلة النفسية الخاصة به، إذ أن اللجنة تطرقت الى المشكلة النفسية-السلوكية، وحسب رايها، فإن المدعي يستطيع العمل ولكن بلا ضغط نفسي خاص. والسؤال، كما كتب المحامي سامي ابو وردة، ما هو معنى عمل بدون “ضغط نفسي خاص”؟
وحسب ادعاء المحامي، سامي ابو وردة، فحتى لو اخذت بالحسبان القيود التي وضعتها اللجنة، فإن هناك عوائق كفقدان البصر بعين واحدة، رؤية مشوشة بالعين الثانية حتى مع استعمال نظارات طبية، ضرر نفسي صعب، تمنع من موكله من مزاولة العمل مهما كانت نوعيته.
ويختتم المحامي، سامي ابو وردة، الاستئناف بالإشارة إلى قرار اللجنة الطبية وان، حسب رؤيتها، الشخص الذي بعين واحدة، يد واحدة، اصبع واحدة، رجل واحدة، أذن واحدة ويعاني من وضع نفسي صعب ويقضي حاجاته الخاصة بواسطة جهاز مرتبط بالعضو التناسلي !! يستطيع العمل كحارس في موقف للسيارات، إذ أن كل ما يحتاجه في عمله هو الضغط باصابته الوحيدة على كبسة مفتاح فتح وإغلاق بوابة الموقف !!”. ولذا يُطلب من المحكمة اعادة الدعوى التي تقدم بها الشخص المذكور للنظر فيها مرة أخرى امام لجنة طبية بتركيبة جديدة لتنظر في درجة عدم آهلية بالعمل مع التشديد على إصدار تعليمات وأوامر بما يتناسب مع القرار.