بوْح صامت من عيني امرأة
تاريخ النشر: 17/05/20 | 11:52عطا الله شاهين
حين التقاها على جسر خشبي ذات مساء، سلّم عليها كالعادة، لكنها راحت تنظر صوبه بعينيها، وظلت صامتة.. فهو رأى بعد تحديقه في عينيها بوحا صامتا، وفهم من نظراتها ما كانت توحي به عينيها.. لم يتحدث معها لدقائق معدودات، وراح ينظر لهدوء الماء المنساب في النهر، وأشعل سيجارة، وعاد يحدّق في عينيها.. كانت تبتسم له، والبوح من عينيها بدا جليا من تغزلها به، ففهم من صمتها ماذا تقول عينيها ، وما وراء بوحها المفاجى والصامت ..
دنا منها أكثر، وقال لها: كفى، لقد فهمتُ، فتعالي نسير على ضفة النهر، وسارا معا، وظل يرنو صوب عينيها، اللتين ظلتا تبوحان بصمت عما ترغبه من رجُلٍ لم يعد يفهم الحب، وكانت تتمتم في ذاتها أمعقول فهِم بوح عيني؟ فإلى متى ساظل أسير معه دون حُبٍّ، مجرد لقاءات ومواعدات، ولم يقل لي ولو مرة واحدة كلمة أحبكِ، فهل يريد مني شيئا آخر؟ سأكون صريحة معه من البداية، فلا يمكن أن تظل علاقتي معه مجرد لقاءات دون كلمات حب، أيفهم بوحي الآن، أم أنه يتجاهل بوحي؟ فقال لها: تعبتُ من السير، فتعالي نجلس هنا على ضفة النهر، فهزّت،ْ رأسها وراحت تنظر إليه بصمت.. كانت تبوح له عن الحُبّ، لكنه راح ينظر اليها هو الآخر بصمتٍ، وهزّ رأسه، وقال لها: أدركُ ماذا ترغبين، فأنا أحبّكِ، ولكنك كنت تعتقدين بأنني لم أفهم بوحكِ الصامت من عينيك الصامتتين، فقالت: اصرخ بأعلى صوتكَ بأنك تحبّني، فأنا لا اصدق بأنك قلتها بعد بوحي، فهل عيني أرغمتكا على قول كلمة أحبك؟ فهز رأسه، ونظر الى غروب الشمس، وقال لها: ما أروع صمت عينيكِ، لأن في صمتهما سيصخب الحُبّ، فبوحكِ هذا المساء هو كل الحُبّ.. ..