زوجتي …من يأخذها وله جزيل الشكر
تاريخ النشر: 08/10/11 | 12:57زوجتي من يأخذها وله جزيل الشكر.. هذه العبارة كانت في الأساس نكتة أطلقها أحد الأشخاص وملخصها أن رجلا طلب الزواج من خلال إعلان، فوجد أكثر من مائة شخص يعرض عليه أن يتنازل له عن زوجته ليتزوجها. هذا الباحث عن عروس… لكن هذه الطرفة حقيقة.. فصديقي عندما تكلمنا عن موضوع ” تعدد الزوجات ” وجدته قد امتلأ غيظا من هذه الموضوع، واعتبره موضوعا يغرر بالرجال المسلمين، ويضحي بالرجل في سبيل سعادة المرأة بل المرأتين، وأن الرجل الذي يرتكب التعدد هو أشبه بالحَمَل الوديع الذي وقع بين ذئبتين يسير بينهما كالأسير بين حراسه الغلاظ الشداد، وتمادي صديقي في رفضه للتعدد الآمن الذي شبهه وكأنه الصراخ الذي يصاحب الولادة بلا ألم، وأن من يروج لهذا الأمر هو عدو الرجل ولا يبحث عن سعادته.. بل تمادى هذا الصديق في رفضه وعرض أن من يخلصه من زوجته فله جزيل الشكر.
وأخذ الصديق يعيد على مسامعي ذكرياته الجميلة عندما كان بلا زوجة، وكيف أنه كان يتمتع بحرية شبه كاملة، فلا سؤال ولا اعتراض، ولا تضييق، ولا خناق ولا صراخ، ولا كآبة، ولا نكد، ولا أعباء ولا مشاكل،… إلخ، ووجدت أن اللفظ السلبي الذي لم يذكره هو التكفير.. فحمدت الله أن زوجته لم تدفعه للدخول لهذا الباب.
فوبيا الأنوثة
قد تبدو الحياة غريبة لكنها واقعية بعض الزوجات؛ نظرًا لقدراتها العالية في تنغيص الحياة وتحويل نعيمها إلى جحيم نفسي قد تجعل زوجها يكره كل ما له علاقة بتاء التأنيث، ويكره كل أنثى حتى وكأنه مصاب بـ”فوبيا الأنوثة”.. نعم وهذه النوعية من الرجال تكون دعواتها في سجودها وليالي القدر أن يعتقه ربه من زوجته، ويكتب له في كل يوم قضاه في أسرها أجرا ويرفع عنه به وزرا..فـ”فوبيا الأنوثة’ تصيب الرجال وهؤلاء لا يطيقون سماعا للتعدد أو اقترابا من المعددين، ويجدون أن هؤلاء قرابين على مذبح الأنوثة، وأن بعضًا من تقاليد من ينفذون الحكم أنهم يعطون الرجل قبل موته بعض ما يشتهيه، ثم تهوي المقصلة فوق رأسه وينتهي الأمر.
والواقع أن الإنسان ينظر إلى العالم من خلال تجربته، فيبدأ بتقييم العالم وفقا لها، بل يطوع الدين والقيم لما مر به من تجارب، فإذا وجد في التعدد نوعا من المذاق الجيد والراحة وتفريج كروب وهموم قال إن الأصل في الدين تعدد، وإن المعددين هم أصحاب النعيم في الدنيا، وإن جنة الدنيا هي الزوجة وإنه يجب أن يكون صاحب جنتين في الحياة الدنيا.
أما إذا كانت زوجته من القادرات على إيجاد “فوبيا الأنوثة” لدى زوجها فإن الرجل يعلن بصراحة من يأخذ زوجتي وله جزيل الشكر، فإن ميزان الشرع والقيم من الضروري ألا نجعله خاضعا لما نهوى ونكره في علاقاتنا الاجتماعية، فالنساء قد يكرهن الشريعة لأنها جعلت التعدد مباحا وتجد إحداهن تتنطع وتعتبر نفسها فقيهة عصرها وتحلل وتحرم في مسائل هي في الأساس داخلة في إطار المباح؛ لأن بعضهن قد يتمادى فيأخذن في إنشاء دين جديد أنثوي يضطهد الرجل ويحرمه من المباح، أما الفقيه الآخر فيفتح الباب على مصراعيه وكأن مهمة الرجل في الحياة في الزواج والعيش في دفئهن ….. وهنا تضيع قضايانا الحقيقية.
بقلم مصطفى عاشور