الأسيرة الجريحة إسراء جعابيص تصارع المرض في سجون الاحتلال
تاريخ النشر: 18/05/20 | 12:58(1984م – 2020م )
بقلم :- سامي إبراهيم فودة
إسراء يا وجع الجرح الغائر في القلب والمذبوح من الوريد إلى الوريد, طوعت قلمي الباكي لأخــط هــمـومـك وأحـزانـك وآلام أوجاعك على سطور مقالي, فعجز لساني عن النطق وتاه مني الكلام واختنقت الكلمات في صدري واغرورقت عيوني بالدموع من شدة ضعفنا وعجزنا وقلة حيلتنا, وكأنه البحر يبلعني مع كل كتابة حرف من الحروف القاطرة دماً, أمام بشاعة جرائم المحتلين وعجز الصامتين وصمت العاجزين أصحاب الضمائر الميِّتة، التي لا تسمع صرخات أوجاعك وأنين أهاتك المتسللة إلى أرواحنا كشعاع ضوء الشمس القادمة من خلف قضبان السجن.
في حضرة القامات الشامخة جنرالات الصبر والصمود القابضين على الجمر والمتخندقه في قلاعها كالطود الشامخ, أسرانا البواسل الأبطال وأسيراتنا الماجدات القابعين في غياهب السجون وخلف زنازين الاحتلال الغاشم تنحني الهامات والرؤوس إجلالاً وإكباراً أمام عظمة صمودهم وتحمر الورود خجلاً من عظمة تضحياتهم, إخوتي الأماجد أخواتي الماجدات رفاق دربي الصامدين الصابرين الثابتين المتمرسين في قلاع الأسر,
أعزائي القراء أحبتي الأفاضل فما أنا بصدده اليوم هو تسليط الضوء على أخطر حالات الأسرى المصابين بالأمراض المزمنة في سجون الاحتلال والذين يعانون الويلات من سياسات الإدارة العنصرية التي تتعمد علاجهم بالمسكنات دون القيام بتشخيص سليم لحالتهم ومعاناتهم المستمرة مع الأمراض لتركه فريسة للمرض يفتك بجسده..
والأسيرة المقدسية البطلة الجريحة إسراء جعابيص إبنة الستة والثلاثون ربيعاً هي أحد ضحايا الإهمال الطبي المتعمد التي تمارسها إدارة السجون بحقها والتي تعيش بين مطرقة المرض الذي يهدد حياتها وسندان تجاهل الاحتلال لمعاناتها المستمرة, والقابعة حالياً في سجن (الشارون) والتي انضمت إلى قائمة طويلة من اسماء المرضى في غياهب السجون ودياجيرها، وقد أنهت عامها الخامس خلف القضبان ودخلت عامها السادس على التوالي في سجون الاحتلال الاسرائيلي والتي تقضي حكماً بالسجن 11 عاماً
الأسير المقدسية:- إسراء رياض جميل جعابيص
تاريخ الميلاد:- 22/7/1984م
مكان الإقامة :- محافظة القدس “جبل المكر”
الحالة الاجتماعية:- مطلقة/ وأم ولديها ابن اسمه المعتصم بالله.
المؤهل العلمي:- تلقت تعليمها الدراسي الابتدائي والإعدادي والثانوي في مدارس قرية سلوان، ودرست في السنة الثانية بالكلية الأهلية في بلدة بيت حنينا شمالي القدس تخصص التربية الخاصة، وحاصلة على شهادة بكالوريوس وكانت تعمل مع المسنّين إلى جانب الفعاليات الترفيهية في المدارس والمؤسسات..
تاريخ الاعتقال:- 11/10/2015م
مكان الاعتقال:- سجن “الشارون”
التهمة الموجه إليها:- محاولة تنفيذ عملية قتل يهود من خلال تفجير أنبوبة غاز
الحكم:- 11عاماً
إجراء تعسفي وظالم:- يمعن الاحتلال الصهيوني في مواصلة إجرامه بحق الأسيرة المقدسية الجريحة إسراء جعابيص بحرمانها من لقاء ابنها المعتصم بالله في بداية اعتقالها ومنع ادخال “الكنتين” ومنع ادخال الملابس والبطانيات لها حتى تاريخ 23-3-2016م وسحب الاحتلال بطاقة التأمين الصحي منها ومنع عنها زيارة ذويها عدة مرات، وفي إحداها منع ابنها من زيارتها.
اعتقال الأسير البطل :- إسراء جعابيص
اعتقلت قوات الاحتلال الأسيرة المقدسية الجريحة “جعابيص” بتاريخ 11/10/2015م بعد احتراق مركبتها التي كانت تقودها قرب حاجز “الزعيِّم” وعند محاولة خروجها من سيارتها لإنقاذ نفسها من الحريق الذي شب في جسدها رفض الاحتلال السماح لها وترك النار المشتعلة بجسدها وتغير في ملامح وجهها الجميل وقد اصيبت بحروق من الدرجة الأولى والثانية والثالثة وتدّعي سلطات الاحتلال أن الأسيرة جعابيص حاولت تنفيذ عملية دهس بواسطة مركبتها على الحاجز “الزعيِّم” وبعد مداولات ونقاشات داخل المحاكم الإسرائيلية حكم عليها بالسجن لمدة 11 عاماً، وغرامة مالية مقدارها 50 ألف شيكل، وكانت المداولات قبل الحكم قد استمرت لمدة عام، وصدر الحكم في 7 أكتوبر 2016.
الحالة الصحية للأسيرة الجريحة:- إسراء جعابيص
الأسيرة الجريحة إسراء اصيبت بحروق شديدة غطت كامل جسدها كما بُترت 8 من اصابعها واذنيها ملتصقتين برأسها وعطب في مفصل الكتف الأيمن لتفقد القدرة على احتضان ابنها جراء إصابة سيارتها برصاص الاحتلال ونتج عن ذلك احتراق السيارة وإسراء بداخلها ومكثت على إثرها في مستشفى هداسا عين كارم ثلاثة أشهر نظراً لصعوبة حالتها الصحية قبل أن يتم تحويلها إلى سجن الشارون للنساء….
ولا تزال تعاني من حروق في الجسم لأكثر من 60 % من الدرجة الأولى والثالثة في منطقة الوجه واليدين والظهر والصدر بعد مرور خمس أعوام على اعتقالها, حيث أنها بحاجة لثماني عمليات عاجلة في عينيها ووجهها ولفصل أذنيها الملتصقتين برأسها، ولعلاج إصابات بالغة في يديها، وتعاني من ارتفاع درجات الحرارة بشكل مستمرً، ويحتاج علاجها لسنوات من التأهيل الجسدي والنفسي بسبب تآكل معظم أصابعها نتيجة الحريق والإصابة، ولا تستطيع تناول الطعام ولا القيام بأدنى المهام المعيشة اليومية.
من على سطور مقالي أوجه ندائي إلى كافة المؤسسات والهيئات الدولية وخاصة منظمة الصحة العالمية والصليب الاحمر ومنظمة أطباء بلا حدود بالتدخل العاجل لإنقاذ حياة الأسيرة الجريحة إسراء جعابيص للإفراج عنها لتقديم العلاج اللازم لها خارج السجون- الحرية كل الحرية لأسرانا البواسل وأسيراتنا الماجدات- والشفاء العاجل للمرضى المصابين بأمراض مختلفة.