مواقف الأردن تجسيد للموقف العربي الأصيل
تاريخ النشر: 18/05/20 | 13:04بقلم : سري القدوة
ان الدور الأردني الصلب والأصيل الممتد عبر التاريخ في دعم ومساندة الشعب الفلسطيني وتعزيز صموده على ارضه والدفاع عن حقوقه الثابتة في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس لم يكن مجرد صدفة عابرة بل ان هذه العلاقات التاريخية هي امتداد طبيعي للحضارة العربية والإسلامية الاصيلة وما توارثه الاجيال من حكمة ونهج ثابت يعبر عن روح الاخوة والمحبة والعطاء ويعكس جوهر الحب بين الشعبين الفلسطيني والأردني حيث المصير الواحد والهدف المشترك الممتد عبر التاريخ الذي عمد بالعطاء وثبات المواقف.
لقد جاء الرد الاردني من خلال تصريحات جلالة الملك عبد الله الثاني عبر مجلة دير شبيغل الألمانية واضحا وحاسما ومعبرا عن اماني وتطلعات الجماهير العربية بشكل عام والشعب الفلسطيني بشكل خاص فتلك المواقف الاصيلة التي أكد عليها جلالته من التهديدات والمشاريع الإسرائيلية بضم أجزاء من الأراضي الفلسطينية المحتلة هي مواقف اصيلة ومبدئية وشجاعة وتعبر عن الدعم الاردني المتواصل للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة فتلك التصريحات تؤكد من جديد ان الخطر الإسرائيلي يهدد المصير المشترك للشعبين الشقيقين الأردني والفلسطيني وان التنسيق المشترك بين الشعبين وعلى المستوى الحكومي والقيادي والشعبي يعتبر في غاية الاهمية للتصدي لمخطط صفقة القرن الامريكية ورفض مؤامرات تصفية الشعب الفلسطيني والنيل من حقوقه العادلة والعمل على احباط وإفشال كافة الخطط والإجراءات الإسرائيلية وشرعنه الاستيطان وتهويد وسرقة الاراضي الفلسطينية ووضع حد لمخطط تزوير الارث التاريخي والحضاري في القدس والخليل وسرقة التراث العربي الاسلامي الاصيل.
إن موقف الملك عبد الله الثاني حول نية الاحتلال العسكري الإسرائيلي ضم أجزاء من الضفة الغربية هو تعبير حقيقي عن التزام الأردن الثابت تجاه الحقوق الفلسطينية وتجسيد للموقف العربي الأصيل الذي يؤكد وحدة الهدف المشترك وقوة وشرعية وتاريخية الوصايا الهاشمية على الاماكن المقدسة من اجل وقف نزيف الدم ووضع حد لمواصلة حكومة الاحتلال مخططاتها لضم الضفة الغربية وغور الاردن في خرق فاضح لمعاهدات السلام وبالتنسيق الكامل مع الإدارة الأميركية وتصعيد من قادة الاحتلال وممارساتهم للتحريض المستمر وتصديهم وتحديهم وخرقهم للقوانين والتشريعات الدولية وإتباعهم سياسة عدم الا مبالاة فيما يمارس من قمع للشعب الفلسطيني وتجاهلهم لنداءات وتحذيرات المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني والقادة أصحاب الضمير الحي في جميع أنحاء العالم.
ان مواقف الأردن جاءت تجسيد للموقف العربي الأصيل وتعكس روح التضامن الاخوي الصادق مع الشعب الفلسطيني الذي يعيش هذه الايام ذكريات النكبة والتشرد ويواجهه مخططات الاحتلال العنصرية وأدوات قمعه المتواصلة وتبقي فلسطين هي اﻟﻘﺿية اﻟﻣرﻛزية للأمة اﻟﻌرﺑية وأﻣﺎم هذا اﻟواﻗﻊ اﻟﺧطير اﻟذي يواجهه الشعب الفلسطيني وقيادته واستمرار المؤامرات التي تحاك ضد منظمة التحرير الفلسطينية جاء الموقف الاردني ليعبر عن ﺣق اﻟﻌودة وﺗﻘرير اﻟﻣﺻير وإﻗﺎﻣﺔ اﻟدوﻟﺔ الفلسطينية اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ وعاصمتها اﻟﻘدس وﺗوﺣيد اﻟﻣواﻗف السياسة في اطارها العربي لمواجهة مخاطر تنفيذ ما يسمى بصفقة القرن الامريكية.
ان اصرار حكومة الاحتلال على تطبيق ما يمسى صفقة القرن الامريكية يتناقض تماما مع جوهر القانون الدولي وأهميته بالنسبة للسلام والأمن العالميين والخطورة البالغة التي تهدد مستقبل السلام الإقليمي والنظام الدولي القائم على القواعد والنظم والعلاقات بين الشعوب ومختلف دول العالم مما يعرض المجتمع الدولي للخطر وسيعكس ذلك سلسة الاثار المدمرة لسياسة الضم الاسرائيلية والاستهداف المباشر لحقوق الانسان الفلسطيني وتطلعاته وحقوقه الوطنية.